الحدث:
أعلنت جماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة تأجيل مؤتمر "التجمع العالمي لإيران الحرة"، الذي كان سيعقد في مدينة "دوريس" بألبانيا خلال يومي 23 - 24 تموز/ يوليو الجاري، وذلك بعد "رصد تهديدات أمنية".
الرأي:
جاء إعلان "مجاهدي خلق" عن تأجيل المؤتمر لموعد غير محدد عقب نشر السفارة الأمريكية في ألبانيا تحذيرًا باحتمال تعرض المؤتمر لعمل تخريبي، ومطالبتها المواطنين الأمريكيين بعدم المشاركة فيه، وهو ما تزامن مع تعرض المؤسسات الحكومية في ألبانيا لهجوم سيبراني واسع من جهة خارجية مجهولة قبل أيام قليلة.
وفي أيار/ مايو الماضي زار وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، معسكر "أشرف-3" التابع لجماعة "مجاهدي خلق" في ألبانيا، حيث اجتمع مع زعيمة الجماعة، مريم رجوي. ثم زار المعسكر نفسه بعد شهر واحد فقط نائب الرئيس الأمريكي السابق، مايك بنس. وإثر ذلك، هدد وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، مَن وصفهم بالإرهابيين المقيمين في ألبانيا بأنهم لن يكونوا بأمان، ويبدو أن السلطات الأمنية الأمريكية والألبانية أخذت تحذيره على محمل الجد.
من جهتها، واصلت جماعة "مجاهدي خلق" خلال الآونة الأخيرة هجماتها الميدانية والسيبرانية داخل إيران؛ فقد تبنت في أيار/ مايو الماضي اختراق 5138 كاميرا مراقبة فضلًا عن اختراق الشبكة الإلكترونية الداخلية التابعة لبلدية طهران، ما أدى إلى توقفها بشكل مؤقت، كما حُذفت معلومات من الحواسيب الخاصة بموظفي البلدية فور تشغيلها.
وتبنت الجماعة أيضًا في حزيران/ يونيو الماضي اختراق موقع "منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية" في إيران، وأخيرًا تبنت في تموز/ يوليو الجاري تفجير عبوتين ناسفتين في قاعدة "مالك الأشتر" التابعة لقوات التعبئة الشعبية "الباسيج" شرق طهران، ونشرت مقطع فيديو للتفجيرين في إثبات لقدرتها على تنفيذ هجمات بالداخل الإيراني، رغم نقل معسكرها من العراق إلى ألبانيا عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
ورغم تزايد أنشطة "مجاهدي خلق" مؤخرًا، إلا أنها مازالت لا تمثل تهديدًا جديًا للنظام الإيراني بقدر ما تشكل أحد التحديات الأمنية التي تتطلب الردع. لذلك، من المرجّح أن تخطط طهران لاستهداف مضاد، خاصةً عقب تفجير قاعدة "مالك الأشتر"، وربما يكون إلغاء المؤتمر ناتجًا عن معلومات محددة حول تخطيط إيران لاستهداف الحاضرين.