الحدث:
شنّت ميليشيات الزنتان التابعة لـ"أسامة الجويلي" هجومًا مباغتًا على "القوة الوطنية المتحركة" المتواجدة في "معسكر صلاح رحومة"، بمنطقة الجبس جنوب غرب العاصمة، وتمكنت قوات "الجويلي" من بسط سيطرتها على الموقع في الساعات الأولى من الهجوم إلا أن كتائب "القوة المتحركة" تمكنت من استرداد مواقعها.
الرأي:
جاء هجوم قوات "الجويلي" على مواقع "القوة المتحركة" بشكل مفاجئ وصادم للكثير من الأطراف الليبية في المنطقة الغربية؛ حيث تعد "القوة المتحركة" الممثلة لمدينة زوارة طرفًا محايدًا في الصراع الجاري بين حلفاء رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، وغريمه، فتحي باشاغا. وتدعم معظم قيادات القوة ومدينة زوارة مقترح تشكيل حكومة جديدة، كحل وسط يمنع وقوع قتال في العاصمة.
وقد يكون هجوم قوات "الجويلي" غير منطقي عند قراءته من زاوية سياسية، لكن عند تناوله على المستويين العسكري والأمني نجد له مبررات براغماتية؛ فموقع "القوة المتحركة" جنوب غرب العاصمة يعد موقعًا ومدخلًا مهمًا لقوات "الجويلي"، في حال أرادت تأمين خطوط إمدادها وعملية تمددها داخل طرابلس، كما إن حجم القوة المتواجدة بالموقع ونوع عتادها جعل منها فرصة ثمينة للسيطرة على موقع مهم بسرعة وبأقل تكاليف ممكنة.
إضافةً لذلك، قد يكون الهدف من شن هجوم مباغت هو جس نبض القوات المتمركزة، وقياس سرعة استجابتها ومدى صلابة تحالفاتها مع التشكيلات الأخرى، وأقرب خطوط الإمداد ونحو ذلك من المعلومات العسكرية والأمنية المهمة، كما يساهم الهجوم في الحفاظ على زخم الضغط الأمني والسياسي على "الدبيبة" والتشكيلات الموالية له.
من جهة أخرى، فإن تصريحات "الجويلي" المتكررة حول موقفه الحازم من استمرار "الدبيبة"، والحشد والتعبئة المستمرة لقواته العسكرية، تتسق مع التحرك العسكري الأخير، ما يشير لهشاشة الهدنة القائمة وأنها ربما لا تعدو كونها مناورة عسكرية لكسب الوقت.