الحدث:
في زيارة عاجلة غير معدّة مسبقًا، توجه "رونين بار"، رئيس جهاز الأمن العام "الإسرائيلي" (الشاباك)، إلى القاهرة، لتهدئة التوترات الناجمة عن تواصل ضغط الاحتلال على "حركة الجهاد الإسلامي" منذ انتهاء العدوان الأخير على غزة، لاسيما من خلال زيادة الاعتقالات لعناصره في الضفة الغربية، خلافًا لتعهدات الاحتلال للمصريين الذين توسطوا في وقف إطلاق النار. وخلال الزيارة، التقى "بار" مع رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، الذي ألغى زيارة كا ن مخططًا لها إلى الاحتلال، في أيام ما بعد الحرب.
الرأي:
تأتي زيارة "بار" إلى القاهرة، بحسب تقارير صحفية "إسرائيلية"، عقب نكوص تل أبيب عن اتفاقها مع المصريين الموقع لوقف إطلاق النار في غزة، والذي بموجبه ستخفف "إسرائيل" من عملياتها العسكرية ضد "الجهاد الإسلامي"، لتجنب تجدد المواجهة العسكرية في غزة. وبحسب التقرير، ناقش "بار" مع "كامل" الوضع في غزة، ومسألة الإفراج عن معتقلي "الجهاد الإسلامي"، كجزء من اتفاق وقف الحرب.
في الوقت ذاته، تحدثت أوساط "إسرائيلية" أن الأزمة مع القاهرة بدأت قبل شهرين، بعد إسقاط جيش الاحتلال مسيّرة تسللت من الأراضي المصرية إلى "إسرائيل" عبر الحدود؛ حيث تسبب نشر الخبر في غضب المصريين، ثم جرت محادثات بين كبار المسؤولين "الاسرائيليين" والمصريين لتصحيح الأوضاع. لكن تقريرًا "إسرائيليًا" أغضب القاهرة مجددًا؛ حيث كشف عن مقبرة جماعية لجنود مصريين أسرى في حرب 67، وتحدث رئيس وزراء الاحتلال، يائير لابيد، مع "السيسي" بعد النشر لاحتواء الموقف، فيما تشير التقارير العبرية إلى أن تحديد مكان المقبرة واستعادة جثث الجنود سيساعد في حل القضية.
بالمقابل، فإن التوتر "الإسرائيلي" المصري لا يخفي حقيقة تعزيز التنسيق الأمني بين الجانبين خلال السنوات القليلة الماضية بصورة غير مسبوقة؛ ليس فقط فيما يتعلق ببقاء الأوضاع الأمنية في غزة هادئة كمصلحة أمنية مشتركة للجانبين، لكن أيضًا على صعيد تنامي التنسيق في سيناء في عمليات استهداف تنظيم "ولاية سيناء"، إلى حد الاستعانة بقدرات الأقمار الصناعية "الإسرائيلية"، إضافةً إلى تقارير متواترة عن تدخل الطيران "الإسرائيلي" لقصف أهداف محددة في سيناء بالتنسيق مع الجانب المصري، لذلك فإن التوتر الحالي يظل لحظة عابرة لا يُتوقع أن تؤثر على مستوى التنسيق الأمني بين الجانبين.