سحب روسيا وحدة S-300 من سوريا قد يفاقم الصراع الإي

سحب روسيا وحدة S-300 من سوريا قد يفاقم الصراع الإيراني الإسرائيلي

الساعة : 13:30
31 أغسطس 2022
سحب روسيا وحدة S-300 من سوريا قد يفاقم الصراع الإيراني الإسرائيلي

الحدث:

أكدت شركة الأقمار الصناعية "الإسرائيلية" "إيمج سات إنترناشيونال" قيام روسيا بنقل بطارية صاروخية من طراز "S-300" بالقرب من مدينة مصياف شمالي غرب سوريا، إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا جنوب أوكرانيا. وقالت الشركة إن لديها صورًا تُظهر تحميل البطارية في ميناء طرطوس السوري في الفترة من 12 إلى 17 آب/أغسطس.

الرأي:

بدأت التقارير عن سحب روسيا بعض مواردها العسكرية وإعادة توجيهها لخدمة الحرب في أوكرانيا في كانون الثاني/ يناير الماضي، أي قبل الحرب بقرابة شهر، لكنّها كانت تقتصر تقريبًا على المقاتلين. فقد كشفت مصادر لصحيفة "ديلي بيست" الأمريكية عن نقل مجموعات من مقاتلي شركة "فاغنر" الروسية من أفريقيا الوسطى إلى الحدود الأوكرانية، كما تواصل "فاغنر" نقل عناصرها، خاصة من ليبيا وسوريا، إلى أوكرانيا منذ بدء الحرب. وفي آذار/ مارس الماضي، كشف مصدر داخل "فاغنر" لشبكة "بي بي سي" البريطانية أنه تم التواصل مع عناصر المجموعة المحترفين، للتجنيد في وحدات عسكرية يديرها جهاز المخابرات العسكرية الروسي، حتى قبل بدء عملية الغزو.

ومن ثم يمثل سحب وحدة من بطاريات "S-300" خطوة لافتة؛ كونها المرة الأولى التي تُقدِم فيها موسكو على نقل أسلحة نوعية من سوريا. ويعكس هذا تأثير خسائر المعدات الروسية في أوكرانيا على تحديد أولويات الانتشار العسكري الروسي. ومع الاستمرار المرجح للحرب بين روسيا وأوكرانيا، من المتوقع أن نشهد خطوات روسية مماثلة، بما يؤدي إلى إضعاف قدرة روسيا على إبراز قوتها في دول الشرق الأوسط أمنيًا وعسكريًا، مقارنةً بما قبل حرب أوكرانيا.

وبمرور الوقت، من المحتمل جدًا أن يؤدي هذا التراجع في الحضور الروسي إلى زيادة نفوذ إيران في سوريا، ويمنحها مجالًا أوسع لتعزيز تواجدها الأمني الاستراتيجي الذي تطمح إلى ترسيخه قرب حدود الاحتلال. لكن بالمقابل، فإن تراجع موارد روسيا العسكرية في سوريا قد يضعف من قدرة موسكو على ردع الاستراتيجيات الأمنية "الإسرائيلية" في سوريا؛ أي إن إيران ستجد المزيد من الفرص، لكنّها على الأرجح ستواصل التعرض لعمليات الاستهداف "الإسرائيلي".