الحدث:
أنهى الجيش الإيراني والحرس الثوري مؤخرًا ثلاث مناورات جوية وبحرية وبرية، حيث أجرى الجيش مناورة مشتركة يومي 24 و25 أغسطس/ آب تحت اسم "الجيش 1401" شاركت فيها ما لا تقل عن 150 طائرة مسيرة متنوعة، في حين أعلن الحرس الثوري مطلع سبتمبر/ أيلول انطلاق مناورة "الاقتدار البحري" بمشاركة نحو 300 قطعة بحرية قبالة ميناء "دلوار" في محافظة "بوشهر"، ثم أجرت القوة البرية التابعة للجيش الايراني مناورة باسم "الاقتدار 1401" بمحافظة "أصفهان" يومي 10 و11 سبتمبر/أيلول.
الرأي:
جرت مناورة الطائرات المسيرة لأول مرة بمشاركة الأفرع الأربعة التابعة للجيش الإيراني، وهو ما يشير إلى أن الهدف العملياتي منها هو تنسيق العمليات المشتركة للمسيرات، والتي تتطلب قدرات سيطرة وتحكم رفيعة لتشغيل مجموعات مختلفة من الطائرات عبر محطات التحكم، فضلًا عن اختبار القدرات القتالية والقوة التسليحية وقدرات أنظمة التوجيه والتحكم بالطائرات المتنوعة.
في غضون ذلك، تتزامن المناورات البحرية مع تصاعد التوتر مع البحرية الأمريكية في مياه الخليج إثر نشر القوات الأمريكية لزوارق مسيرة تستهدف جمع المعلومات عن الأنشطة الإيرانية، وهو ما تعهد القادة العسكريون الإيرانيون بالتصدي له، وبالفعل احتجزت البحرية الإيرانية مؤخرا 3 قوارب مسيرة أمريكية لفترة مؤقتة في حادثين منفصلين.
وفيما يخص المناورة البرية "الاقتدار 1401"، فهدفها الرئيسي هو محاكاة للتصدي لهجوم يُشن على إيران. وقد ركزت مجريات المناورة على نقل قوات الرد السريع من 8 محافظات لشن عملية هجومية ضد قوات متسللة، وذلك لاختبار سرعة التحرك والتنقل والجاهزية لألوية القوات الخاصة والرد السريع بالتنسيق مع مروحيات الجيش التي تولت نقل الجنود. كما تضمنت المناورة إطلاق صاروخ أرض-أرض طراز "فتح 360" لأول مرة، وهو صاروخ استراتيجي يقول الجيش الإيراني أن سرعته تبلغ "3 ماخ"، بالإضافة إلى اختبار التنسيق بين فرق المدفعية والطائرات المسيرة المخصصة للرصد والاستطلاع.
في المحصلة، تتزامن المناورات الإيرانية المكثفة مع تصاعد التهديدات "الإسرائيلية" باستهداف المشروع النووي الإيراني عسكريًا، وتهدف لاختبار جاهزية القوات الإيرانية، وإرسال رسائل ردع لخصوم طهران من تداعيات شن هجوم مفاجئ عليها.