الحدث:
استقبل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، في الـ11 من أيلول/ سبتمبر الجاري، رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، و"بلقاسم" نجل الجنرال الليبي، خليفة حفتر، وبحث معهما المستجدات الراهنة في ليبيا. وقال بيان صادر عن الديوان الأميري إن "صالح" أطلع أمير قطر على آخر تطورات الأوضاع بليبيا، فيما جدد الأخير موقف الدوحة تجاه الشعب الليبي ودعم خياراته وتحقيق تطلعاته.
الرأي:
تأتي هذه الزيارة غير المسبوقة بعد زيارة قام بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، للدوحة، التقى خلالها أيضًا الشيخ "تميم"، وناقش معه مستجدات الأوضاع في ليبيا، كما سبق هذه الزيارة لقاء بين وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، و"عقيلة صالح" في تركيا.
من الجانب الأمنية، قد تدفع هذه الزيارة باتجاه خفض احتمال تجدد الصراع العسكري في أي وقت قريب، خصوصًا بعد انكسار حملات القوات الموالية لـ"حفتر" و"باشاغا" المتتالية على طرابلس وتراجع قدرتها على الحشد. كما إن الزيارة قد تمهد لانطلاق جهود وساطة قطرية لفتح قنوات تواصل مع معسكر قوى شرق ليبيا؛ حيث تأتي زيارة "صالح" تتويجًا للتواصل المستمر منذ عام تقريبًا بين الدوحة من جهة و"حفتر" وأطراف سياسية في الشرق الليبي من جهة أخرى.
إضافةً لذلك، يفتح تعزيز العلاقات مع قوى الشرق الليبي مساحات كانت مغلقة أمام الدوحة لصالح خصومها الإقليميين طوال السنوات الماضية، خاصةً الإمارات ومصر، وهو ما يمنحها تأثيرًا متزايدًا على المشهد خلال المرحلة القادمة، خصوصًا في ظل علاقاتها الوثيقة مع تركيا التي تهيمن على الغرب الليبي، والتي تجعل من احتمال تنسيق الخطوات بينهما مرجحًا، بما يعزز من فرص الوساطة وتهدئة المواجهات الأمنية.
