زيارة هاكان فيدان إلى دمشق تمهد لتفاهمات أمنية جدي

زيارة هاكان فيدان إلى دمشق تمهد لتفاهمات أمنية جديدة بين تركيا وسوريا

الساعة : 13:15
19 سبتمبر 2022
زيارة هاكان فيدان إلى دمشق تمهد لتفاهمات أمنية جديدة بين تركيا وسوريا

الحدث:

أفادت وكالة "رويترز" بأن رئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، التقى نظيره السوري، علي مملوك، في العاصمة السورية دمشق مؤخرًا خلال الأسبوع الماضي.

الرأي:

من المرجّح أن تتجه العلاقات التركية السورية إلى مزيد من التطبيع العلني في الفترة المقبلة، وستكون الاتصالات الأمنية هي المحرك الأساسي لهذا التطبيع خصوصًا في الأشهر القليلة القادمة؛ حيث تخلت أنقرة عن هدف الإطاحة بنظام "بشار الأسد" بعد سنوات من دعمها الواسع للمعارضة. وبدلًا من ذلك، حوّلت تركيزها إلى محاربة المسلحين الأكراد في سوريا، الذين لا يزال بعضهم تحت حماية الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، يُرجّح أن يمنع هذا التطبيع قوات النظام السوري من شن هجوم على محافظة إدلب، والذي يهدد بإرسال المزيد من اللاجئين إلى تركيا، كما يمثل مسارًا بديلًا لتركيا عن شن عمل عسكري جديد شمال سوريا، وهو ما يثير الخلافات مع روسيا والولايات المتحدة على حد سواء. ومن شأن تطبيع العلاقات التركية السورية أيضًا أن يقلل الضغط على العلاقات التركية الروسية، ويقلل احتمال اندلاع صدام آخر بينهما في سوريا؛ حيث من المحتمل أن تقود التفاهمات الأمنية الجديدة بين أنقرة ودمشق إلى إخراج المسلحين الأكراد من بعض مناطق سيطرتهم، ودخول قوات النظام إلى هذه المناطق تحت رعاية روسية، خصوصًا وأن اتفاقية أضنة بين الجانبين مازالت تلزم دمشق بإخراج المسلحين الأكراد من داخل حدودها.

رغم ذلك، ليس من الواضح إلى أي مدى قد تسرّع هذه الخطوات من عودة مئات الآلاف من اللاجئين السورين من تركيا كما تستهدف أنقرة، خصوصًا وأن عودتهم إلى مناطق يسيطر عليها النظام ستكون عملية أكثر صعوبة. ومن جهة أخرى، قد يؤدي مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق إلى تصدع في علاقات تركيا وبعض المجموعات السورية المسلحة، خاصةً "هيئة تحرير الشام" التي قد تدخل مرحلة من العداء مع أنقرة.