احتجاجات عقب وفاة إيرانية أوقفتها شرطة الإرشاد تعز

احتجاجات عقب وفاة إيرانية أوقفتها شرطة الإرشاد تعزز حملات رفض تتبع سلوك المواطنين

الساعة : 15:15
19 سبتمبر 2022
احتجاجات عقب وفاة إيرانية أوقفتها شرطة الإرشاد تعزز حملات رفض تتبع سلوك المواطنين

الحدث:

اندلعت احتجاجات غاضبة في عدة مدن إيرانية بينها العاصمة طهران، عقب وفاة الشابة الإيرانية "مهسا أميني"، البالغة من العمر 22 عامًا في الـ16 من أيلول/ سبتمبر الجاري، بعد يومين من دخولها في غيبوبة إثر توقيفها على يد عناصر دورية تابعة لشرطة الإرشاد. ومع تواصل ردود الفعل الغاضبة، أُقيل رئيس شرطة الأمن الأخلاقي، العقيد أحمد ميرزائي، في الـ19 من أيلول/ سبتمبر الجاري.

الرأي:

خلال زيارة "مهسا" برفقة أسرتها إلى العاصمة طهران، تعرضت للاحتجاز قرب محطة مترو على يد عناصر من "شرطة الإرشاد" المعنية بالقضايا الأخلاقية، وبعد ساعتين من توقيفها لاصطحابها لحضور دروس أخلاقية توجيهية لعدم ارتدائها حجاب لائق، نُقلت إلى المستشفى إثر دخولها في غيبوبة، فيما قالت أسرتها إنهم عثروا على كدمات في جسدها.

إثر انتشار خبر وفاة "مهسا"، ندّد عدد من رموز المجتمع الإيراني بالحادث، وكتب قائد المنتخب الإيراني لكرة القدم، علي جهانبخش: "شعر بناتنا يغطى بالأكفان". كما اندلعت احتجاجات، خصوصًا في مسقط رأس الفتاة ذات الأصول الكردية بمدينة سقز في كردستان غرب إيران، وهو ما تفاقم خلال تشييع جنازتها في الـ17 من الشهر الجاري، كما نظم طلاب جامعة طهران مظاهرة احتجاجية تنديدًا بالحادث.

من جهتها، أصدرت السلطات الإيرانية قرارًا بإقالة رئيس شرطة الأمن الأخلاقي، سعيًا لاحتواء تداعيات الحادث؛ فيما سبق ذلك بث التلفزيون الحكومي صورًا من كاميرات المراقبة في مركز شرطة تظهر سقوط "مهسا" على الأرض دون تعرضها لاعتداء. بالمقابل، ردت أسرتها بالمطالبة بنشر ما حدث لها خلال الساعتين السابقتين لدخولها في إغماء، فيما أصدر الرئيس الإيراني من سمرقند خلال حضوره قمة منظمة شنغهاي للتعاون، تعليمات لوزارة الداخلية بالتحقيق في الحادث وموافته سريعًا بنتائج التحقيق.

بدورها، تسعى المعارضة الإصلاحية لتوظيف الحادث للمطالبة بإلغاء دوريات "شرطة الإرشاد" والنظر في السياسات الخاطئة للأجهزة الأمنية، وذلك في ظل الجدل المتزايد حول دور أجهزة الدولة في تتبع السلوك الاجتماعي للمواطنين، عقب صدور توجيهات من الرئيس الإيراني في تموز/ يوليو 2022 بتنفيذ قرار "العفة والحجاب"، والذي تلاه تسيير دوريات سرية لمراقبة ملابس الموظفات، وإغلاق المقاهي التي تستقبل النساء غير المحجبات، وصولًا إلى المطالبة بمنع غير المحجبات من دخول محطات المترو والمقرات الحكومية.

أما المعارضة الكردية وولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، فقد أعلنا الحداد العام والإضراب يومي 18 و19 من هذا الشهر للتنديد بالحادث، الذي تحول إلى مادة للطعن في مشروعية النظام الإيراني بحجة انتهاكه لحقوق الإنسان وتناقضه مع شعارات العدالة التي يرفعها. رغم ذلك، لا يُتوقع أن تتسع مظاهر الاحتجاج الشعبي، لكن من المرجّح أن تحول المعارضة شخصية "مهسا" إلى أيقونة تجسد اضطهاد النظام الإيراني للنساء من وجهة نظرهم.