الحدث:
استقبل المدير العام للأمن الوطني المغربي ولمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية)، عبد اللطيف حموشي، كاتبة الدولة ومديرة المركز الوطني للاستخبارات الإسبانية، إسبيرانزا كاستيليرو لمازاريس، برفقة وفد أمني رفيع المستوى، وذلك لدعم وتعزيز التعاون المغربي الإسباني في مختلف المجالات الأمنية التي تحظى بالاهتمام المشترك، فضلًا عن بحث مستوى الجاهزية والفعالية التي تتطلبها موجبات حماية الأمن المشترك.
الرأي:
ترتبط كل من الرباط ومدريد باتفاقية تعاون في مجال مكافحة الجريمة، جرى توقيعها في الـ13 من شباط/ فبراير 2019، بهدف تطوير التعاون في مكافحة 18 نوعًا من الأفعال الإجرامية على رأسها الإرهاب. وتندرج زيارة " لمازاريس" في سياق تطور العلاقات، جسّده توالي زيارات المسؤولين الأمنيين من البلدين، خصوصًا منذ تجاوزهما الأزمة غير المسبوقة التي اندلعت حين استقبلت مدريد في نيسان/ أبريل 2021 زعيم "جبهة البوليساريو"، إبراهيم غالي؛ حيث أعلنت إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في الصحراء، وهو ما اعتُبر إشارة من قبل إسبانيا لا تقبل الشك حول أولوية الشراكة الأمنية مع الرباط، بغض النظر عن تضرر العلاقة مع الجزائر.
وتفيد التطورات وزيادة التنسيق والزيارات الأمنية الاستخباراتية المتبادلة، بأن التعاون الأمني والاستخباري الاستراتيجي سيزداد بين الرباط ومدريد في الفترة القادمة، لا سيما في ملف الهجرة غير الشرعية، الذي يشكل الهاجس الإسباني الأول، حيث تعتبر إسبانيا بوابة خلفية للاتحاد الأوروبي، في حين يعتبر المغرب بوابة أمامية للدول الأفريقية.
جدير بالذكر أنه حتى خلال فترة التوتر السياسي الذي ساد العلاقات على خلفية الموقف الإسباني من قضية الصحراء، فقد ظل التعاون الأمني بين الرباط ومدريد قائمًا، خاصةً فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وتنسيق الأجهزة الأمنية الاستخباراتية في مواجهتها.