اعتقال مصعب اشتية يثير احتمالات الصدام الشعبي مع ا

اعتقال مصعب اشتية يثير احتمالات الصدام الشعبي مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية

الساعة : 14:00
21 سبتمبر 2022
اعتقال مصعب اشتية يثير احتمالات الصدام الشعبي مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية

الحدث:

اعتقلت قوة من جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية المطارَد "مصعب اشتية" مساء الإثنين 19 أيلول/ سبتمبر الحالي، كما اختطفت رفيقه "عميد طبيلة" بعد نصب كمين محكم له في منطقة شارع فيصل بمدينة نابلس. وفور انتشار خبر الاعتقال، اندلعت احتجاجات واسعة وعنيفة في مدينة نابلس بين المواطنيين الغاضبين وأجهزة أمن السلطة، التي ردت بإطلاق النار بشكل عشوائي تجاه المواطنيين ما أدى لمقتل المواطن "فراس يعيش" (51 عامًا) وإصابة آخرين، فيما امتدت الاحتجاجات الغاضبة حتى مدينة جنين.

الرأي:

تأتي عملية اعتقال "اشتية" في سياق تصاعد كبير للأحداث في مدن الضفة الغربية، واستمرار تهديد أجهزة الأمن التابعة للاحتلال "الإسرائيلي" باقتحام مدينتي نابلس وجنين لفرض إجراءات أمنية جديدة وملاحقة المطاردين. وقد أدى هذا إلى احتجاج المواطنيين بشكل كبير وغير مسبوق فور وقوع حادثة الاعتقال، رغم تأخر الوقت ليلًا؛ حيث شهد وسط مدينة نابلس أجواء متوترة تمثلت في إغلاق الشوارع الرئيسة وإشعال الإطارات، من قبل المواطنين الرافضين لسلوك السلطة في ملاحقة المطاردين ومواصلة الاعتقال السياسي، كما ردد المواطنون شعارات وهتافات منددة بالتنسيق الأمني وسلوك أجهزة السلطة.

إلى جانب ذلك، فقد ساهم رد فعل أجهزة السلطة بإطلاق الرصاص الكثيف وقنابل الغاز المسيل للدموع، في زيادة حدة المواجهات وانتقالها لمناطق جديدة؛ حيث خرجت مسيرات كبيرة في مخيمات المدينة (بلاطة، والعين، وعسكر) للمطالبة بالإفراج عن "مصعب" ورفيقه والتنديد باعتقالها.

في السياق ذاته، خرج عشرات المسلحين للتنديد بسلوك أجهزة السلطة، فيما حذّر مقاومو "كتيبة جنين" خلال مؤتمر صحفي فجرًا من تسليم "مصعب" إلى الاحتلال، مطالبين بضرورة الإفراج الفوري عنه. كما حذرت مجموعة تطلق على نفسها اسم "عرين الأسود" في نابلس من المساس بـ"مصعب" أو تسليمه للاحتلال، وطالبت بسرعة الإفراج عنه لوقف الاحتقان الداخلي، لا سيما في ظل تنديد فصائلي وشعبي كبير اعتبر ملاحقة المطادرين تبادلًا للأدوار بين أجهزة السلطة والاحتلال.

رغم كل ذلك، من المرجّح أن تستمر السلطة في الالتزام بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، وبما يشمل ملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، خصوصًا مع تواصل الضغط "الإسرائيلي" والأمريكي على السلطة في هذا الملف، وهو ما سيؤدي لزيادة الاحتقان الداخلي وربما لمسارات أكثر صدامية شعبيًا مع أجهزة أمن السلطة، لا سيما في ظل اعتماد السلطة على العصا الأمنية في مواجهة أي احتجاجات.