تركيا ترصد تسليح اليونان لجزر بحر إيجة في خطوة ترف

تركيا ترصد تسليح اليونان لجزر بحر إيجة في خطوة ترفع مخاطر الاحتكاك العسكري

الساعة : 12:15
28 سبتمبر 2022
تركيا ترصد تسليح اليونان لجزر بحر إيجة في خطوة ترفع مخاطر الاحتكاك العسكري

الحدث:

رصدت طائرات مسيرة تركية قيام سفينتي إنزال يونانيتين متجهتين إلى جزيرتي مدللي (لسبوس) وسيسام (ساموس) بنقل 23 مدرعة إلى مدللي و18 أخرى إلى سيسام. وأفادت مصادر أمنية تركية بأن المدرعات التي تم نقلها للجزر ممنوحة من الولايات المتحدة إلى اليونان، مؤكدةً أن نقل المدرعات للجزيرتين يعد مؤشرًا على استمرار اليونان في تسليح جزر بحر إيجة القريبة من تركيا، وانتهاكها وضع تلك الجزر التي يفترض أن تكون منزوعة السلاح وفق الاتفاقيات ذات الصلة.

الرأي:

صعّدت اليونان خلال الأشهر الأخيرة من وتيرة تسليح جزر بحر إيجة التي يفترض أن تكون منزوعة السلاح، وهو ما فاقم من حدة التوترات بين أنقرة وأثينا؛ حيث وصفها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للمرة الأولى، بـ"الجزر المحتلة" ملوّحًا بأن بلاده قد تلجأ إلى استعادتها عسكريًا من خلال استخدام مقولته الشهيرة "قد نأتِ على حين غرة ذات ليلة"، وهي العبارة التي أطلقها قبيل سلسلة العمليات العسكرية التي نفذها الجيش التركي شمال سوريا خلال السنوات الماضية.

جدير بالذكر أن مسألة جزر بحر إيجة ترتبط بصراع طويل الأمد بين تركيا واليونان، ازدادت حدته مع اكتشافات الموارد الهيدروكربونية شرق المتوسط وفي بحر إيجة، ومن ثم باتت مسألة الحدود البحرية بين الجانبين محل خلاف ليس من المتوقع أن يتمكن الجانبان من التفاهم حوله في المدى القريب. وبينما تلوح تركيا بقدتها على فرض واقع في بحر إيجة من خلال قوتها العسكرية المتنامية، فإن اليونان تتلقى دعمًا غربيًا صريحًا، خصوصًا من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين عزّزتا علاقاتهما العسكرية مع اليونان مؤخرًا لإحداث توازن في مواجهة تركيا.

ورغم أن مناخ التوتر الحالي بلغ مستويات مثيرة للقلق، إلا أنه مازال من غير المرجح أن يتدهور الصراع إلى مواجهة عسكرية بين الجانبين، على الأقل في المدى القريب؛ حيث تظل مصلحة الغرب و"الناتو" احتواء هذا التوتر وتجنب أن يؤدي لحرب جنوب أوروبا، في ظل أولوية توحيد جبهة "الناتو" في مواجهة التهديد الروسي. كذلك، فإن التداعيات الاقتصادية والسياسية الناتجة عن التصعيد العسكري لا تبدو أن كلًا من حكومتي تركيا واليونان قادرة على مواجهتها حاليًا. لكنّ في المدى المتوسط والبعيد، ليس من المتوقع أن يتخلى أي من الطرفين طوعًا عما يعتبره مصالحه الحيوية في بحر إيجة. لذلك، فإن توقع التوترات الأمنية بين الجانبين والاحتكاك في بحر إيجة بحرًا وجوًا، سيظل دائمًا احتمالًا قائمًا.