الحدث:
أجرى جيش الاحتلال تدريبات عسكرية مساء الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، في منطقة فرقة "شومرون" الإقليمية شمال الضفة الغربية انتهت خلال ساعات الليل، تخللها نشاط لقوات الأمن والمركبات العسكرية، وتأتي ضمن مخطط مسبق كجزء من برنامج التدريب لعام 2022، رغم أن تزامنها مع التوترات الأمنية يمنحها مزيدًا من الأهمية، مع الخشية من إمكانية تنفيذ الاحتلال لعمليات عسكرية موسعة تحت ضغط الدعوات المطالبة بوضع حدّ للهجمات المتلاحقة.
الرأي:
تأتي هذه التدريبات بينما يتحضر جيش الاحتلال لتوسيع عملياته بزعم التصدي للهجمات الفدائية، مع صدور أصوات أخرى ترى أنه ليست هناك حاجة لعملية واسعة النطاق. ومع أن العدوان الأخير على جنين الذي أسفر عن استشهاد أربعة مقاومين يعتبر النموذج المفضل لدى الجيش، لكنه لا يعفيه مما يسميها ورطة "الحلقة المفرغة" التي تشهدها عملياته بالضفة الغربية، فدائرة التصعيد مستمرة ولا يبدو أنها ستتوقف، ما يستدعي منه الانخراط في عمليات اعتقال استباقية لإحباط هجمات مستقبلية، مع ما يرافقه من تبادل لإطلاق النار، ويسفر عنه مزيد من تصعيد الأوضاع أكثر.
ورغم الدعوات التي انطلقت في الأيام القليلة الماضية حول الحاجة لتنفيذ "سور واقي 2" في الضفة الغربية، لكن يصعب ترجيح أن هذه التدريبات قد تتحول فجأة الى عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قوى المقاومة في الضفة الغربية، ولو أن ذلك يبقى احتمالًا قائمًا رغم ضعفه. وسواء حصل ذلك أم لا، فإن تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في الضفة الغربية سيكون لها هدف رئيسي، هو شنّ هجوم مباشر ضد خلايا المقاومة المسلحة لتدمير قدراتها وإحباط عملياتها.
وتظهر الاستنتاجات "الإسرائيلية" أنه ليست هناك حاجة ملحة لعملية واسعة النطاق على جميع الضفة الغربية، لأنها قد تضر أكثر مما تنفع، مع تركيز الجيش على هجمات متقطعة مركزة، مقتصرة على منطقة معينة؛ مدينة أو مخيم، وبذل مزيد من الجهود للحفاظ على نسيج الحياة الاقتصادية، وزيادة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، وحماية المحاور والمستوطنات وخط الجدار الأمني.