الحدث:
أفادت مصادر استخباراتية لموقع "إنتليجنس أونلاين"، في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر، بأن جهاز الأمن العام "الإسرائيلي" "الشاباك"، حصل على الإذن بنشر ضباط له بمطار دبي، ضمن اتفاقية ضمانات لتأمين زوار الإمارة من "الإسرائيليين" عبر خط "تل أبيب – دبي"، الذي تديره شركة طيران "العال" "الإسرائيلية". وذكرت المصادر أن حكومة الاحتلال خاضت جولة مفاوضات طويلة مع الإمارات حول شروط إطلاق الخط وتأمينه، على أن يتم تنظيم رحلتين يوميًا. وأضاف الموقع الفرنسي أن المفاوضات أسفرت أيضًا عن ضمان "تل أبيب" لاشتراطات إماراتية معينة لتفتيش حقائب المسافرين. وبحسب مصادر الموقع، فإن المستشار الأمني لشركة العال، هيزي ساموتشا، هو عميل سابق في "الشاباك"، ويعمل بشكل وثيق مع مخابرات الاحتلال، التي تُولي اهتمامًا خاصًا بفحص جميع الرحلات الجوية القادمة إلى "إسرائيل".
الرأي:
دخلت المفاوضات بين إمارة دبي والأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" طريقًا مسدودًا في شباط/ فبراير الماضي، حول التدابير الأمنية في مطار دبي المرتبطة بالرحلات بين الجانبين، ما هدد بتعليق كافة الرحلات الجوية بين الإمارات والاحتلال، باعتبار أن دبي هي وجهة السياح ورجال الأعمال "الإسرائيليين" ولا يمكن أن تكون أبوظبي بديلة عنها.
وبدأ الخلاف بسبب مطالب الدوائر الأمنية في "إسرائيل" بالسماح لها بزيادة عدد العاملين المحليين و"الإسرائيليين" الذين يتعاملون في مطار دبي مع هذه الرحلات، وهو الأمر الذي كانت ترفضه سلطات الإمارة في حينه، بينما تمسك الاحتلال بموقفه. وأعربت مصادر في "الشاباك" أن الجهاز لا يمكنه توفير الأمن المناسب لشركات الطيران "الإسرائيلية" في دبي دون هذه الاشتراطات. وبحسب مصادر تحدث لوكالة "رويترز"، فإن اشتراطات الاحتلال قد تشمل تخصيص مناطق خاصة في المطارات لرحلاتها، أو حتى محطات منفصلة لركابها وإيقاف طائراتهم تحت حراس رجال أمن "إسرائيليين"، وربما وجود حراس سماء "إسرائيليين" مسلحين على متن الرحلات الجوية.
ويشير السماح بنشر عناصر "الشاباك" في مطار دبي إلى نجاح الاحتلال في تلبية بعض أو كل اشتراطاته الأمنية، وهي خطوة لا تتوقف تداعياتها فقط على مسألة تأمين الرحلات الثنائية وزيادة التعاون الأمني بين الجانبين، على مستوى الاتصال اليومي بين رجال الأمن في الجانبين، لكنّها أيضًا تمنح أجهزة الأمن "الإسرائيلية" مجالًا أوسع للتواجد الأمني في مطار دبي بصورة عامة؛ لأن تأمين الرحلات لا يقتصر على إجراءات صعود الركاب للطائرة فقط، لكنه يشمل إجراءات الدخول للمطار نفسه وتأمين محيطه، ومسارات نقل الحقائب، ومراقبة كل هذا وتسجيله على مدار الساعة.