الحدث:
اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر من مديرية أمن منطقة ربيانة (جنوب شرق ليبيا)، التي تعد أحد مناطق التبو، ومجموعة مسلّحة يُعتقد أنها قادمة من تشاد، بعدما قامت الأخيرة باقتحام مقر المديرية عنوة لتحرير أحد العناصر المعتقلين التابعين لها، وأسفرت الاشتباكات عن سبعة قتلى وجرحى من المدنيين وعناصر الأمن.
الرأي:
يعدّ اعتداء مجموعات أجنبية مسلحة على مركز أمني في الأراضي الليبية سابقة في تاريخ الحوادث التي شهدها الجنوب على يد هذه المجموعات، وهو ما يشير إلى حالة التدهور الأمني التي تعاني منها المنطقة الجنوبية منذ سيطرة قوات الجنرال الليبي، خليفة حفتر، عليها منذ 2017، خصوصًا المناطق التي لا تمثل أهمية سياسية لـ"حفتر".
ورغم سيطرة قوات "حفتر" على عدد من أهم طرق ومعابر التهريب بالجنوب، إلا أنها تتغاضى بشكل واضح عن المخاطر الأمنية القادمة من وراء الحدود، وفي مقدمتها حركة المجموعات المسلحة التشادية والسودانية، في ظل احتياج "حفتر" لهذه المجموعات؛ حيث يستعين بها لتأمين المنشآت النفطية وفي المهام القتالية في أوقات الحرب، مقابل منحهم السيطرة على بعض المعابر والمنافذ الهامة وجباية الإتاوات منها.
ورغم توتر العلاقة بين "حفتر" وبعض هذه المجموعات على خلفية خلافات مالية، إلا أنها لا زالت تتمتع بنفوذ واسع في عدد من مناطق إقليم فزان، وهو ما قد يشير لتراجع قدرة "حفتر" على التحكم في هذه المجموعات، خاصةً وأنها تعتبر الجنوب الليبي بمثابة امتداد للتواجد العرقي التاريخي، في ظل علاقات قبلية على طرفي الحدود، وهو ما يسهل حركتها ذهابًا وإيابًا ويمنحها أفضلية على المجموعات الغريبة التابعة لـ"حفتر" عن هذه المناطق.