لقاء أمني مصري ليبي

زيارة عباس كامل المفاجئة إلى بنغازي تفتح الباب لتكهنات باحتمال التصعيد

الساعة : 10:45
17 أكتوبر 2022
زيارة عباس كامل المفاجئة إلى بنغازي تفتح الباب لتكهنات باحتمال التصعيد

الحدث:

أجرى رئيس جهاز المخابرات المصرية، عباس كامل، زيارة لم يعلن عنها مسبقًا للجنرال الليبي، خليفة حفتر، في مدينة بنغازي في الـ12 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. ونقل تلفزيون "المسار" التابع المكتب الإعلامي للقيادة العامة التابعة لـ"حفتر" أن وفدًا أمنيًا رفيع المستوى رافق "كامل" في زيارته.

الرأي:

تأتي زيارة "كامل" في وقت تشهد فيه العلاقات بين القاهرة وطرابلس توترًا، على خلفية التصريحات المصرية الرافضة للاتفاق التركي-الليبي الأخير حول التنقيب عن النفط والغاز، وردود حكومة "الدبيبة" التي رفضت تدخل مصر في شؤونها الداخلية معتبرةً الموقف المصري غير مهم وغير مؤثر.

وحسب المعلومات المتاحة، فإن اجتماع "كامل" و"حفتر" لم يدم طويلًا؛ حيث لم تتجاوز مدة الزيارة ثلاث ساعات تقريبًا، بينما يظل فحوى الزيارة وسببها مبهمًا، إلا أنه من المحتمل أن يكون هدفها إيصال رسالة دعم لحليف القاهرة موجهة للجانب التركي، ردًا على تعزيز دعم أنقرة لحكومة "الدبيبة".

كما تأتي الزيارة عقب تحريك "حفتر" لأرتال عسكرية كبيرة نحو الجنوب الليبي قبل أيام، وعقب تصريحاته العدائية الأخيرة تجاه طرابلس، وهو ما يثير تكهنات حول علاقة الزيارة بهذه التحركات وموقف مصر من فرص التصعيد العسكري الذي يتوقعه البعض.

وفي حين يعتبر التصعيد العسكري خيارًا غير مرجح بعد خسارة "حفتر" في حربه الأخيرة على طرابلس، وتراجع قدرته على الحشد والهجوم منذ ذلك الحين، إلا أن التوتر المتصاعد بين الأطراف الدولية والإقليمية المتورطة في ليبيا يثير احتمال انتقال هذا التوتر إلى الساحة الليبية؛ فإضافةً للقاهرة الغاضبة من أنقرة، تسعى موسكو لتضييق الخناق على أوروبا والغرب في ملف إمدادات الطاقة خصوصًا مع اقتراب الشتاء، وهو ما قد يتطلب إغلاق المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرة "حفتر"، وربما افتعال حرب لتعطيل بقية المنشآت وإمدادات الغاز في المنطقة الغربية، ما يجعل المشهد الليبي مفتوحًا على احتمالات للتصعيد خلال الفترة القادمة، رغم المساعي البريطانية والألمانية التي تدفع باتجاه التهدئة.