الحدث:
كشفت الإذاعة العبرية يوم الأحد 16 /تشرين الأول/ أكتوبر الجاري أن مسؤولين أمنيين وعسكريين "إسرائيليين"، بينهم عدد من كبار ضباط جهاز الأمن العام "الشاباك"، اجتمعوا مؤخرًا مع حاخامات يهود من ذوي النفوذ الكبير في المستوطنات بالضفة الغربية، بهدف مطالبة قادة المستوطنات بالعمل على وقف الاعتداءات التي يرتكبها مستوطنون بحق الفلسطينيين في الضفة، خاصةً في القرى القريبة من المستوطنات. وخلال اللقاء أعرب المسؤولون الأمنيون عن قلقهم من تفاقم مظاهر الاعتداءات على الفلسطينيين، لأنها تؤدي لإشعال المنطقة وتنال من جهود إحباط العمليات الفدائية المتزايدة.
الرأي:
في الوقت الذي كثّف فيه المستوطنون هجماتهم واعتداءاتهم مؤخرًا على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنازلهم، يسود تقدير لدى أجهزة الأمن "الإسرائيلية" وجيش الاحتلال أن اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، يمكن أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد والأذى لجنود الجيش والقوات "الإسرائيلية" العاملة هناك، مع العلم أن الحاخامات أصروا على أن السواد الأعظم من المستوطنين يتحفظون على هذه الاعتداءات، ويدركون أنها تؤدي إلى عواقب وخيمة.
ويأتي هذا الاجتماع بين ضباط المخابرات والجيش مع الحاخامات تزامنًا مع توفر معلومات استخبارية متزايدة لدى "الشاباك" بأن المستوطنين، لاسيما فتيان التلال، يحضّرون لتنفيذ اعتداءات ضد الفلسطينيين، خصوصًا مع تصاعد العمليات الفدائية الفلسطينية وعجز الجيش عن إحباطها.
كما يتزامن الاجتماع مع تصاعد الحملة الانتخابية الداخلية، وقد يكون من مصالح اليمين المتطرف تصعيد الأوضاع الأمنية في الأراضي المحتلة، من أجل إظهار فشل الحكومة الحالية في حفظ أمن "الإسرائيليين"، خاصة وأن استطلاعات الرأي تظهر تركيز الأحزاب "الإسرائيلية" في دعايتها على الملف الأمني.