تصعيد حوثي لتعطيل صادرات النفط

الحوثي يستهدف ميناء الضبة ويعطل صادرات النفط للمطالبة بحصته من العوائد

الساعة : 14:15
25 أكتوبر 2022
الحوثي يستهدف ميناء الضبة ويعطل صادرات النفط للمطالبة بحصته من العوائد

الحدث:

استهدفت "جماعة الحوثي" ميناء الضبة النفطي على بحر العرب، على بعد 40كلم من مدينة المكلا عاصمة حضرموت، بالطائرات المسيرة والصواريخ، أثناء رسوّ سفينة لشحن النفط الخام من الميناء، دون وقوع أي أضرار. وبحسب مصادر، فقد كان من المقرر أن تدخل السفينة إلى الميناء قبل أسبوع من وقوع الهجوم، قبل أن يتم الإبلاغ عن تهديدات تلقتها وزارة النقل اليونانية، وتم إبلاغ مالكي السفينة الذين بدورهم أبلغوا السلطات اليمنية بتلك التهديدات. وعقب الهجوم عملت السلطات على إبعاد السفينة إلى خارج الميناء بنحو 12 ميلًا، كما قامت بإيقاف ضخ النفط إلى الميناء، الذي تم إخلاء عدد من العاملين فيه. ووصف المتحدث العسكري لـ"جماعة الحوثي"، يحيى سريع، الهجوم بالضربة التحذيرية لمنع سفينة نفطية كانت تحاول نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة.

الرأي:

يمكن القول إن "جماعة الحوثي" تمكنت من إعادة ترتيب أوراقها سياسيًا وعسكريًا؛ حيث عملت خلال فترة الهدنة على تعزيز قواتها في مختلف الجبهات، إضافةً إلى تطوير مجموعة من الأسلحة والأليات العسكرية. ويأتي الهجوم في الوقت الذي يتطلع فيه المجتمع الدولي والدول الإقليمية لتمديد الهدنة الأممية، والعمل على حلحلة الملف في محاولة لإنهاء الحرب، كما جاء الهجوم متزامنًا مع تبادل الزيارات بين وفدي "الحوثي" والسعودية، لزيارة الأسرى لدى كل طرف استعدادًا لعملية تبادل أسرى بين الطرفين.

ويعطي هذا السياق دلالة واضحة على أن "الحوثيين" استهدفوا من خلال الهجوم إظهار قدرتهم على تعطيل صادرات النفط، كما يلاحظ تجنبهم إلحاق خسائر مباشرة بالسفينة أو طاقمها لتفادي أي عقوبات دولية، كما لم يلحقوا ضررًا بالبنية التحتية للميناء لإظهار حرصهم على البنية التحتية لتصدير النفط اليمني وهي رسالة داخلية.

لذلك، يمكن القول إن الهجوم يستهدف الضغط على العملية التفاوضية والأطراف الدولية والإقليمية؛ حيث يتمسك "الحوثيين" بعدم السماح بتصدير المشتقات النفطية أو الغازية من الموانئ اليمنية، وفي مقدمتها "منشأة بلحاف" التي شهدت تحليقًا للطيران المسير خلال اليومين الماضيين، دون ضمان الحصول على حصتهم من العوائد النفطية كشرط لتمديد الهدنة. وهو الأمر الذي يمثل تهديدًا لمساعي السعودية تصدير النفط عبر موانئ اليمن. ومن ثم، فمن المتوقع أن يواصل "الحوثيون" توظيف قدراتهم العسكرية، خصوصًا الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع، لتعطيل صادرات النفط من اليمن إلى أن يتم توجيه بعض عوائد التصدير إلى صنعاء.