الحدث:
تحرك رتل عسكري تابع لقوة مكافحة الإرهاب مكوّن من أكثر من 100 آلية عسكرية، من مدينة مصراته متجهًا إلى العاصمة طرابلس، يقوده آمر شعبة الاحتياط، مختار الجحاوي، وتم تجهيزه لدعم التمركزات الأمنية بالمنطقة الغربية والوسطى.
الرأي:
لا تنشط قوات مكافحة الإرهاب التابعة للجحاوي إلا نادرًا؛ حيث يغلب على قيادتها الابتعاد عن تعقيدات المشهد السياسي في المنطقة الغربية، وقد أعلنت حيادها في الصراع الأخير بين "الدبيبة" و"باشاغا"، لكنها رغم ذلك لديها موقف سياسي واضح تجاه "حفتر"، وقد كانت أولى القوى العسكرية المتصدية لهجومه على طرابلس؛ حيث ردعت موجات الهجوم الأولى في محاور جنوب شرق طرابلس.
ويأتي تحرك هذه القوة عقب المناورات العسكرية الكبيرة التي أجرتها كل من قوات "حفتر" والقوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، وفي ظل تجدد مخاوف التصعيد واندلاع نزاع مسلح على خلفية احتدام التوتر بين الأطراف الفاعلة على المستوى المحلي والدولي. ففي هذا السياق، تبرز عناصر عدة تلقي بظلها على المشهد الأمني المحلي، مثل تدهور العلاقات بين القاهرة من جهة وأنقرة وطرابلس من جهة أخرى، وتصاعد نبرة التهديد الروسية تجاه الغرب، والاضطرابات الأخيرة ببعض الدول المحيطة.
وتشير بعض المعلومات المتداولة إلى أن هذا التحرك جاء على خلفية عودة خطر تنظيم "داعش" إلى المشهد الأمني مجددًا، لكن حجم القوة المتحركة ونوع تسليحها (ثقيل ومتوسط) والمعلومات المتاحة عن وجهتها المحتملة، يرجّح ارتباطه باحتمال وقوع هجوم من قبل قوات "حفتر" على تمركزات قوات حكومة الوحدة الوطنية، ويعزّز هذا الاحتمال تحركات "الدبيبة" الأخيرة التي تمحورت حول الملف الأمني، سواءً على مستوى تعزيز التعاون مع أنقرة على المستوى الأمني والعسكري، أو على صعيد الإجراءات الداخلية المتخذة لتأمين مناطق طوق طرابلس.