اغتيال مواطن أمريكي بالعراق

اغتيال مواطن أمريكي وسط بغداد يضع حكومة السوداني في مواجهة ضغوط واشنطن

الساعة : 14:15
11 نوفمبر 2022
اغتيال مواطن أمريكي وسط بغداد يضع حكومة السوداني في مواجهة ضغوط واشنطن

الحدث:

أقدم مسلحون مجهولون على قتل المواطن الأمريكي، ستيفن ترول، بالرصاص الحي؛ في حادث يمثل التصعيد الأول من نوعه ضد رعايا أمريكيين في العراق منذ تسلم حكومة "السوداني" مهامها في البلاد. وقد تبنى فصيل "سرايا أهل الكهف" الموالي لإيران العملية، قائلًا إنها تأتي ثأرًا لمقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" السابق، أبو مهدي المهندس. وقال رائد بالشرطة العراقية إن التحريات المبدئية وشهادات شهود العيان تفيد بأن المسلحين حاولوا اختطاف المواطن الأمريكي، فيما أفاد مصدر آخر من الشرطة أن الضحية كان يحمل بطاقة هوية تَبين منها أنه مدرس للغة الإنجليزية، ويعمل في منظمة "ميلينيوم لخدمات الإغاثة والتنمية" المرتبطة بوكالة التنمية الأمريكية.

الرأي:

لم يمضِ على حكومة "محمد السوداني" أسبوعين حتى عادت الحرب بالوكالة بين الجانب الإيراني والأمريكي على الأراضي العراقية؛ حيث تشكل عملية الاغتيال هذه إحراجًا كبيرًا لحكومة "السوداني"، الذي أعطى وعودًا للجانب الأمريكي باستمرار التعاون مع واشنطن على كافة السبل لا سيما تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين. كما تعقّد تلك العملية حسابات الحكومة التي تسعى أولًا لتثبيت أقدامها شعبيًا، إذ تقحمها في الدخول في تعقيدات مع الولايات المتحدة لا تتحملها خصوصًا في بداية توليها المسؤولية.

بصورة عامة، لم تتوقف الهجمات المنسوبة لمجموعات موالية لإيران تجاه التواجد الأمريكي في العراق حتى خلال حكومة "الكاظمي"، لكنّها كانت تتركز على معسكرات ومقرات تواجد القوات الأمريكية وكانت تستهدف إرسال رسائل أمنية، وليس إلحاق خسائر بشرية بين القوات الأمريكية أو الرعايا الأمريكيين. ومن خلال ما أعلنته الشرطة من نتائج التحريات المبدئية، يُتوقع أن الهدف من العملية كان اختطاف المواطن الأمريكي وليس قتله، ما يعني أن العملية خرجت عن السيطرة ولم تحقق هدفها.

من جانبها، يُرجح أن تعمل الولايات المتحدة على تتبع المهاجمين واستهدافهم ميدانيًا، دون التعويل على التحقيق الذي بدأته وزارة الداخلية العراقية. وإذا تأكد سعي المهاجمين لاختطاف المواطن الأمريكي، فقد يزيد هذا من مستوى التهديد الأمني الذي يواجه العاملين والمتعاقدين الأمريكيين في العراق، باعتبار أن الحادث سيكون مؤشرًا على تحولهم لأهداف محتملة للاختطاف والمساومة من قبل المجموعات الموالية لإيران، وهو ما سيضع الحكومة تحت ضغوط أمريكية متزايدة في الفترة القادمة لتأمين الرعايا الأمريكيين في البلاد.