الحدث:
كشفت وسائل إعلام "إسرائيلية" في ساعة مبكرة من صباح السبت 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أن قاعدة "تسانوبر" التابعة لجيش الاحتلال في منطقة الجولان تعرضت لعملية سرقة، شملت أكثر من 70 ألف رصاصة و70 قنبلة يدوية، ما دفع قوات الجيش والشرطة العسكرية لإجراء عملية بحث مكثفة عن الأشخاص لتحديد مكان الذخيرة التي تم سرقتها، واعتقلت شبانًا في العشرينيات من بلدة طوبا الزنغرية للاشتباه بضلوعهم في الحادثة، دون ضبط الأسلحة. يذكر أن الجيش اعتقل في المنطقة ذاتها قبل ثلاثة أسابيع ثلاثة أشخاص، حاولوا اختراق أحد معسكراته بعد أن تجوَّلوا في مساحته.
الرأي:
ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها السطو على قاعدة عسكرية للجيش "الإسرائيلي" لسرقة أسلحة وذخيرة؛ فقد وقع في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حادث مشابه أسفر عن سرقة 30 ألف طلقة من قاعدة "سديه تايمان" جنوبًا قرب بئر السبع. لكن هذه المرة تعتبر الأضخم التي يضع فيها المنفذون أيديهم على هذه الكمية الكبيرة من الذخيرة، فيما يثير تكرار هذه الحوادث بصورة منتظمة تساؤلات، خاصةً وأن الجيش أقام في 2019 منظومة حراسة قواعد تابعة للشرطة العسكرية، لكن النتيجة أن ملاجئ تخزين الأسلحة تتعرض لعمليات سرقة متواصلة، ما يعني وصول ذخيرة الجيش إما للفصائل الفلسطينية أو شبكات الجريمة أو لكليهما، وهو ما أدى إلى تبادل اتهامات بين الجيش والشرطة العسكرية حول المسؤولية عن هذا الإخفاق.
من جهتها، تتحدث المحافل العسكرية "الإسرائيلية" أن عملية السرقة نفذت بصورة منظمة، ما يعني أن المنفذين درسوا الإجراءات الأمنية للقاعدة قبل اقتحامها؛ حيث دخلوا القاعدة وحددوا موقع مخبأ الذخيرة، وخلعوا النوافذ دون أن يسمع أحد، مع أن الدخول وتحميل الذخيرة يستغرق وقتًا، وهو ما يرجّح أنه قد تم مساعدتهم من الداخل.
وإلى أن تتضح طبيعة هذه الحادثة، فقد أحدثت صدمة كبيرة في أوساط الجيش و"الشاباك"، الذي عثر في آذار/ مارس الماضي على ألف رصاصة مسروقة من الجيش، عند مسلحين قتلوا شرطيين من حرس الحدود في عملية الخضيرة شمال "تل أبيب". وعقب عملية السطو الأخيرة، زعم الجنرال "يتسحاق بريك" أن جنود الاحتلال، عندما خاضوا معارك جنين الأخيرة، أفادوا بتعرضهم لإطلاق آلاف الأعيرة النارية والأسلحة الخاصة بالجيش. وتدّعي محافل شرطة الاحتلال أنه توجد بأيدي فلسطينيي 48 أكثر من 300 ألف قطعة سلاح فضلًا عن الذخيرة، وفي المواجهة القادمة هناك تخوف من أن تتحول احتجاجات 2021 في مدن اللد والرملة ويافا وعكا إلى اشتباكات بالأسلحة.