تفجير شارع الاستقلال بإسطنبول

تفجير شارع الاستقلال يطلق موجة تصعيد جديدة بين الأمن التركي والتنظيمات الكردية

الساعة : 15:15
15 نوفمبر 2022
تفجير شارع الاستقلال يطلق موجة تصعيد جديدة بين الأمن التركي والتنظيمات الكردية

الحدث:

وقع انفجار كبير في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم السياحية الشهيرة وسط مدينة اسطنبول في الـ13 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أدى لمقتل ستة أشخاص وعشرات الجرحى.  وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي تمكن الأمن التركي من اعتقال المشتبه بها في تنفيذ العملية. وأعلن وزير الداخلية، سليمان صويلو، أن المشتبه بها سورية الجنسية وتنتمي لـ"حزب العمال الكردستاني"، فيما أعلن الادعاء العام الجمهوري في المدينة أنه تم تخصيص خمسة مدعين عموم للتحقيق في التفجير، وأوقفت الشرطة 21 شخصًا على خلفية التفجير. وتؤكد المعطيات الأمنية أن الهجوم نُفذ بواسطة عبوة ناسفة وُضعت في حقيبة تركتها المتهمة، التي جلست لمدة 40 دقيقة في المكان وفجرت القنبلة عقب مغادرتها بدقيقتين، فيما يجري بحث فرضية أن تكون العبوة قد جرى تفجيرها عن بعد أم أنها انفجرت بواسطة مؤقت زمني.

الرأي:

يُعتبر تفجير شارع الاستقلال الأول الذي يقع في اسطنبول منذ سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت البلاد بين عامي 2014 و2016، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، ما يعيد هاجس التفجيرات الإرهابية مجددًا إلى الولايات التركية. وتشير المعطيات التي جمعتها الجهات الأمنية إلى مسؤولية تنظيم "حزب العمال الكردستاني" "بي كي كي"، وأن أوامر الهجوم الإرهابي جاءت من عين العرب/ كوباني (شمال سوريا)، رغم أن الحزب نفى مسؤوليته عن العملية.

ويأتي التفجير عقب الضربات المتلاحقة التي تلقاها التنظيم شمال العراق وسوريا خلال الأشهر الأخيرة، والتي شهدت اغتيالات طالت عددًا كبيرًا من الصف القيادي للتنظيم، فضلًا عن اعتقال بعضهم ونقلهم إلى تركيا. بالمقابل، بدا واضحًا من خلال العمليات التي أحبطها الأمن التركي منذ مطلع العام الجاري، والتي كان أبرزها استخدام منفذتي هجوم مرسين طائرة شراعية للعبور من الأراضي السورية إلى تركيا، أن التنظيم يبذل كل السبل لتنفيذ عمليات انتقامية في الأراضي التركية ردًا على الضربات التي تلقاها.

ومن شأن تفجير شارع الاستقلال أن يُبقي على حالة الاستنفار لدى الأجهزة الأمنية التركية في عموم البلاد، لقطع الطريق على عمليات مشابهة مع قرب موعد الانتخابات المزمعة في حزيران/ يونيو المقبل، والتي تضر بالسياحة التي تعتبر أهم الموارد المالية للاقتصاد التركي. كما قد تكون له تداعيات على ملف اللاجئين السوريين في ظل أن منفذة الهجوم سورية الجنسية، رغم أنها غير مقيمة في البلاد كلاجئة.

كما إن اتهام الوحدات الكردية شمال سوريا بالمسؤولية المباشرة أو المشاركة في تنفيذ الهجوم، من شأنه أن يعيد إلى الواجهة مجددًا التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية جديدة شمال سوريا، تستهدف ما تقول أنقرة إنها "منابع الإرهاب" ومراكز انطلاق الهجمات ضد أراضيها وقواتها المنتشرة هناك، خصوصًا مناطق عين العرب/ كوباني وتل رفعت وغيرها. ومن جهةٍ أخرى، يُرجح أن نشهد عمليات أمنية استخبارية تركية انتقامية تستهدف قيادات كردية في المنطقة، دون أن يتطور الوضع إلى عملية عسكرية واسعة.