الحدث:
قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، إن الدولة تريد علاقة أمنية رسمية مع الولايات المتحدة، لكنها "ليست لديها مصلحة" في التحيز بين الجانبين الأمريكي والروسي. وشدد "قرقاش" لخبراء ومحللين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي لمناظرات أبوظبي الاستراتيجية، الذي ينظّمه "مركز الإمارات للسياسات"، على أن "العلاقة الأمنية الاستراتيجية الأساسية لأبوظبي تظلّ بشكل لا لبس فيه مع الولايات المتحدة"، لكنه دعا إلى التزامات أوضح من الجانب الأمريكي.
الرأي:
يضغط الإماراتيون من أجل الحصول على اتفاق ثنائي رسمي مع الولايات المتحدة، يُضفي التزامًا أمنيًا واضحًا من واشنطن تجاه أبوظبي، بما يشمل على الأرجح الانضمام لتصنيف "حليف رئيسي من خارج الناتو"، والذي من شأنه أن يمنح مزايا عسكرية وأمنية متسارعة، لكنه لا يتضمن بندًا دفاعيًا مشتركًا، وهو التنصيف الذي انضمت إليه قطر، منافس الإمارات في منطقة الخليج، في آذار/ مارس الماضي.
بالمقابل، شهدت السمعة الدبلوماسية لدولة الإمارات انتكاسات في واشنطن مؤخرًا، نتيجة السياسة الخارجية المتشددة التي تبنتها أبو ظبي في اليمن وليبيا وضد قطر، فضلًا عن التدخل الإماراتي المفترض في السياسة الأمريكية الداخلية، الذي أبرزه تقرير استخباري أمريكي مؤخرًا. لذلك، من غير المرجّح أن تمنح واشنطن مثل هذا التصنيف للإمارات في المدى القريب، رغم أن الإدارة الأمريكية ستواصل إصدار بيانات دعم لمحاولة تهدئة الإماراتيين، ولكبح خطوات تنامي علاقاتهم الأمنية والعسكرية مع الصين.
جدير بالذكر في هذا السياق، أنّ الإمارات قامت بتجميد شراء محتمل لطائرات "F-35" المقاتلة الشبح من الولايات المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر 2021، أثناء شرائها مزيدًا من الطائرات من فرنسا، في دلالةٍ على الخلافات غير المعلنة مع إدارة "بايدن". ومن ثمّ، ودون علاقة أمنية رسمية أوثق مع الولايات المتحدة، سيتزايد اتجاه الإمارات لتسريع تنويع علاقاتها الدفاعية والأمنية مع دول أخرى، مثل فرنسا وتركيا والمملكة المتحدة و"إسرائيل". من جهتها، تسعى الولايات المتحدة لإقناع الإمارات والسعودية بتطوير آليات أمنية إقليمية مشتركة، مع حلفاء واشنطن الآخرين بما فيهم "إسرائيل".
