تصعيد إيراني - إسرائيلي

هجوم إيراني على ناقلة نفط إسرائيلية قبالة عُمان يعزّز احتمالات التصعيد

الساعة : 14:45
17 نوفمبر 2022
هجوم إيراني على ناقلة نفط إسرائيلية قبالة عُمان يعزّز احتمالات التصعيد

الحدث:

تعرضت ناقلة نفط تحمل وقود ديزل مرتبطة بـ"إسرائيل" لقذيفة في الـ16 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، فيما قال مسؤولون إن مصدر القذيفة طائرة بدون طيار تحمل قنابل على بعد 150 ميلًا بحريًا قبالة سواحل سلطنة عمان. يذكر أن الناقلة يتم تشغيلها بواسطة شركة "Eastern Pacific Shipping" المملوكة للملياردير "الإسرائيلي"، عيدان عوفر. وقالت الشركة إن جميع أفراد الطاقم بخير لكن هيكل الناقلة تعرض "لأضرار طفيفة". ورجح مسؤولون لوكالة "أسوشييتد برس" أن إيران تقف وراء الهجوم، في حين قال آخر لوكالة "فرانس برس" إن الحادث ربما يهدف إلى "الإخلال بالبيئة"، قبل نهائيات كأس العالم التي تنطلق في قطر في الـ20 من الشهر الجاري.

الرأي:

يعتبر هذا الهجوم على الأرجح هو الأحدث في "حرب الظل" بين إيران و"إسرائيل"، التي شهدت عام 2021 عدة هجمات بحرية على سفن مرتبطة بدولة الاحتلال في خليج عمان وبحر العرب. كما يأتي الهجوم فيما يبدو ضمن مناخ من التصعيد بين إيران والغرب مؤخرًا، وسط تعثر المفاوضات بشأن برنامجها النووي، فضلًا عن الغضب الإيراني نتيجة ما تعتبره تدخلًا خارجيًا لدعم الاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة، والتي بلغت فرض عقوبات أوروبية وأمريكية على مسؤولين إيرانيين متهمين بقمع الاحتجاجات.

وعقب أيام قليلة من هجوم يرجح أنه "إسرائيلي" استهدف قافلة تابعة لإيران في سوريا، تسعى طهران لتوجيه رسالة إلى "إسرائيل"، وإلى الغرب أيضًا، أنها مازالت قادرة على تهديد مصالحهم في عموم المنطقة. كما يُتوقع أن يجدد الهجوم مخاوف قادة دول مجلس التعاون الخليجي إزاء عدم الاستقرار الأمني لمنطقة الخليج، خاصةً السعودية التي جمدت المباحثات مع إيران مؤخرًا والتي يقدم إعلامها تغطية مكثفة للاحتجاجات في إيران، ما تسبب في تصاعد التوتر بين البلدين.

وخلال الشهر الجاري، ذكرت صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"بوليتكو" أن الرياض تبادلت معلومات استخباراتية مع واشنطن، تحذر من هجوم إيراني وشيك على أهداف سعودية، وهو ما نفته طهران. لكنّ هذا النفي لم يمنع تحليق قاذفتين أمريكيتين في منطقة الخليج بمرافقة مقاتلات سعودية الأسبوع الماضي، بهدف توجيه "رسالة قوة لإيران".

بالمقابل، لا يبدو الربط بين الهجوم وقرب انطلاق مونديال قطر 2022 مرجحًا؛ حيث لا يمثل الهجوم الإيراني نقطة بداية في موجة التصعيد لكنه استجابة لها، ولا يُتوقع أن يكون لمثل هذه العمليات المحدودة تأثير مباشر على أمن المونديال أو مستوى الحضور الجماهيري.