الحدث:
توجّهت قوة مكافحة الإرهاب التابعة لآمر شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب، مختار الجحاوي، إلى منطقة بوقرين شرق مصراته بأكثر من 100 آلية عسكرية، سبق أن جلبها من مصراته إلى طرابلس أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك بعد لقاء أجراه رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، مع "الجحاوي" وعدد من قيادات القوة بطرابلس.
الرأي:
تأتي خطوة تمركز قوات مكافحة الإرهاب تحسبًا لأي هجوم محتمل قد تشنه قوات "حفتر"، المتواجدة بالمنطقة الوسطى والجنوبية، وضمن خطة أمنية متكاملة لتأمين أطراف مناطق نفوذ الحكومة ومحيط العاصمة طرابلس. فإضافةً لهذا التمركز الجديد، تتمركز قوات "اللواء 444" بمدينة ترهونة جنوب طرابلس وتتحرك دورياتها باستمرار جنوب بني وليد وغريان، مع تمركزها أيضًا بمناطق جنوب طرابلس (قصر بن غشير، عين زارة، وادي الربيع)، في حين تتمركز كتائب مدينة مصراته وعلى رأسها "اللواء 53" وقوة مكافحة الإرهاب بمنطقة بوقرين والسدادة جنوب شرق المدينة، فيما تكثّف وزارة الداخلية من نشاطها داخل طرابلس وبعض المناطق الطرفية مثل القربولي شرقًا وجنزور غربًا.
في هذا الإطار، يعكس النشاط الأمني المتزايد للقوى الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية حذرًا وعملًا منظمًا غير مسبوق؛ حيث لم تتمكن قوات المنطقة الغربية في عهد "السراج" من التنبه لهجوم قوات "حفتر" حتى وصولها لمحيط العاصمة وسيطرتها على عدد من المدن المحيطة بها، في حين تعمل القوى العسكرية اليوم على تأمين مجال أوسع وأعمق يتجاوز صحراء بني وليد، كما تنشط القوى الأمنية داخل طرابلس وعلى أطرافها.
بالمقابل، لا تشير المعطيات الميدانية إلى وجود حراك جدي من طرف "حفتر" أو المجموعات الحليفة له، وعلى رأسها مجموعة "فاغنر" الروسية التي تراجع نشاطها بشكل ملحوظ منذ نيسان/ أبريل الماضي، لكن احتدام الخلافات بين الأطراف السياسية في طرابلس قد يدفع باتجاه حدوث اضطرابات أمنية، تفتح الباب لعودة النزاع المسلح بين التشكيلات المسلحة بالمنطقة الغربية.