الحدث:
كشفت مصادر أردنية أن زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى الأردن مؤخرًا حملت تهديدًا دبلوماسيًا هادئًا ارتبط بمعلومات روسية عن تورط عمّان في عمليات نقل أسلحة إلى أوكرانيا؛ حيث عرض "لافروف" على الأردن أدلة مرتبطة بشحنات أسلحة وبعض الذخائر ذات منشأ أردني، عُثر عليها في أيدي مقاتلين أوكرانيين في بعض المناطق. وكشفت المصادر أن "لافروف" حمل مقايضة للأردن مرتبطة بضبط الحدود السورية مع الأردن، والتي تشهد عمليات تهريب للمخدرات وتسلل تجار أسلحة بما يهدد الأمن الداخلي الأردني، مقابل توقف الأردن عن الاصطفاف مع أوكرانيا.
الرأي:
يواصل الأردن مسار تجارة وتهريب الأسلحة وتسهيل نقلها لمناطق الصراعات، رغم إدراجه أكثر من مرة على القوائم السوداء للأمم المتحدة كأحد مهربي الأسلحة الدائمين إلى ليبيا، لكن معضلة الأردن الأخيرة في تجارة السلاح إلى أوكرانيا قد تترتب عليها عواقب مع روسيا، التي تمتلك أوراقًا أمنية هامة ومؤثرة على طول الحدود الأردنية مع سوريا، والتي تشكّل مصدر قلق أمني على كل الصعد لعمّان، وتعتبر خاصرة رخوة قد تستخدمها موسكو لإيصال رسائل ضغط موجعة للأردن.
وبغض النظر عن الرسالة الروسية للأردن، لا يبدو صانع القرار عابئًا بالسمعة الدولية من تجارة السلاح المربحة ماليًا، في ظل حماية وعلاقة متينة مع واشنطن، واستثماره لتلك التجارة ضمن أسواق صراع متصالحة مع المصالح والرؤية الأمريكية والغربية وغير متعارضة معها.