استمرار الحضور الإماراتي بليبيا

رعاية أبوظبي لتفاهمات جديدة بين ممثلي الدبيبة وحفتر يشير لاستمرار حضورها القوي في المشهد

الساعة : 15:15
28 نوفمبر 2022
رعاية أبوظبي لتفاهمات جديدة بين ممثلي الدبيبة وحفتر يشير لاستمرار حضورها القوي في المشهد

الحدث:

أكدت مصادر محلية مطلعة في ليبيا توجه كل من النقيب "محمد بحرون"، قائد أحد التشكيلات المسلحة بمدينة الزاوية، وآمر جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي، وآمر "اللواء 301"، عبد السلام زوبي، إلى أبوظبي على متن طائرة خاصة للقاء "صدام حفتر"، وذلك لينوبوا عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، في جولة جديدة من المفاوضات الجارية مع "حفتر".

الرأي:

حسب المعلومات المتاحة، فقد جاءت هذه الجولة من المفاوضات لبحث ملف حقيبتي الدفاع والمالية، بعد أن بحثت الجولة الأخيرة في تموز/ يوليو الماضي رئاسة المؤسسة الوطنية للنفط، والتي انتهت باختيار "فرحات بن قدارة" للمنصب بعد ترشيحه من قبل "حفتر". كما تأتي هذه الجولة بينما يتمتع "الدبيبة" بوضع أكثر تماسكًا في طرابلس بعد تجديد الالتزام التركي الأمني تجاه المدينة، وفشل كافة محاولات دخول حكومة "باشاغا" إلى العاصمة.

من جهة أخرى، قد يشير اختيار "الدبيبة" لقادة التشكيلات المسلحة لتمثيله إلى طبيعة الملفات محل النقاش خاصةً ملف حقيبة الدفاع، ويوضح الدور المتزايد لهذه الشخصيات في ظل اعتماده  على تحالفات داخلية من مجموعات مسلحة، وهو ما يضعه تحت مواءمات ويعطي قيادات المجموعات المسلحة دورًا أكبر في القرار السياسي ومزيدًا من الامتيازات المالية.

على الجانب الآخر، تشير استضافة أبوظبي لهذه المحادثات إلى استمرار حضورها بملفات مهمة في المشهدين الأمني والسياسي، رغم تراجع حضورها على الساحة العسكرية بعد هزيمة "حفتر" في حرب طرابلس. وقد بدأ التغيير الذي طرأ على سياسات أبوظبي الخارجية خلال حوارات جنيف وبعد وصول "الدبيبة" لرئاسة الحكومة؛ حيث انتقلت من تمويل مجموعة "فاغنر" الروسية والمرتزقة السودانيين ودعم "حفتر" لوجستيًا في سعيهم لإسقاط الحكومة المعترف بها دوليًا، إلى فتح قنوات تواصل مع سلطة طرابلس الجديدة، وقلصت من دعمها العسكري لـ"حفتر"، وهو تغيير جاء في إطار تغيرات أكبر في السياسة الخارجية الإماراتية، عبر ترميم العلاقات مع تركيا وتخفيف التوترات في الإقليم.