النظام الإيراني يتّبع سياسة العصا والجزرة

النظام الإيراني يتّبع سياسة العصا والجزرة بدعم الباسيج وعقد لقاءات مع الإصلاحيين

الساعة : 15:45
28 نوفمبر 2022
النظام الإيراني يتّبع سياسة العصا والجزرة بدعم الباسيج وعقد لقاءات مع الإصلاحيين

الحدث:

اجتمع مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، في الـ26 من تشرين الثاني/ نوفمبر مع عناصر من قوات التعبئة "الباسيج"، بحسينية "الإمام الخميني" في طهران بمناسبة "يوم الباسيج"، وثمّن جهودهم في مواجهة الاحتجاجات. بالمقابل، اجتمع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، مع عدد من رموز الإصلاحيين لبحث سبل التعاطي مع الاحتجاجات المتواصلة في إيران.

الرأي:

كثّف المرشد الإيراني من لقاءاته خلال الشهرين الأخيرين، وهو ما ينفي صحة تقرير نشرته "نيويورك تايمز" في أيلول/ سبتمبر الماضي عن تردي صحته بشكل خطير ورقوده في الفراش. وقد ركز "خامنئي" خلال لقاءاته على إرسال رسائل سياسية للخارج والداخل، مع التعقيب على المظاهرات المستمرة التي تشهدها إيران منذ مقتل الشابة "مهسا أميني".

فقد حرص "خامنئي" خلال اللقاء على تقديم دعم معنوي لقوات "الباسيج" التي تقف في الخط الأول للتصدي للمتظاهرين، حيث تكبدت بجوار "الحرس الثوري" نحو 60 قتيلًا منذ بداية الاحتجاجات، بحسب تصريحات نائب قائد "الحرس الثوري"، العميد علي فدوي. وقال "خامنئي" إن قوات "الباسيج" تلعب دورًا جوهريًا في التصدي للمخططات الأمريكية، التي تهدف إسقاط النظام الإيراني وإفشال "نجاحات إيران في العراق وسوريا ولبنان".

من جهة أخرى، عقد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، لقاءات مع عدد من رموز الإصلاحيين، مثل "حسين مرعشي" و"جواد إمام"، فضلًا عن أسرتي المرشد السابق آية الله "الخميني" والرئيس السابق "هاشمي رفسنجاني". جاء ذلك ضمن مساعي "شمخاني" لفتح جسور تواصل تستوعب حالة الغضب بين المكونات السياسية التي تعرضت للتهميش خلال السنوات الأخيرة. ومن جانبهم، طالب الإصلاحيون خلال اللقاء، الذي حضره أيضًا رئيس السلطة القضائية، غلام محسني، بتجنب التعامل العنيف مع المتظاهرين، وتوفير مساحة آمنة للاحتجاج خاصة في الجامعات. لكن عائلتي "الخميني" و"رفسنجاني" رفضتا طلب "شمخاني" بإلقاء خطابات علنية، تدعو المتظاهرين لوقف الاحتجاجات.

في ظل هذه الأجواء، فإن استمرار التظاهرات واتساع رقعتها الجغرافية يضع السلطات الإيرانية أمام رهانات حرجة، ويدفعها للمراوحة بين سياسة "العصا" عبر ممارسات الأجهزة الأمنية، و"الجزرة" عبر عقد لقاءات مع الإصلاحين ورموز المجتمع في محاولة لنزع فتيل الأزمة.