الحدث:
كشف موقع "ويللا" في الـ26 من تشرين الثاني/نوفمبر، نقلًا عن أوساط استخبارية ودبلوماسية "إسرائيلية"، عن ما قال إنها "خطوة دبلوماسية واستخباراتية" جديدة تشكل تغييرًا في السلوك "الإسرائيلي" فيما يتعلق بالتورط الإيراني في الحرب في أوكرانيا إلى جانب روسيا، وتريد استخدام المساعدات الإيرانية لروسيا لزيادة الضغط على طهران. وأوضح الموقع أن "إسرائيل" نقلت خلال الأسابيع الأخيرة لعشرات الدول والمنظمات الدولية ملفات استخباراتية تتعلق بنقل أسلحة من إيران إلى روسيا، في محاولة لحشد المزيد من دول العالم لممارسة الضغط على النظام في طهران، بحسب مسؤولين بوزارة الخارجية في "تل أبيب".
الرأي:
يتزامن هذا التحرك "الإسرائيلي" مع تركيز دولة الاحتلال على مراقبتها هذه الأيام للاتصالات بين روسيا وإيران، بشأن توريد صواريخ باليستية إيرانية الصنع لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، مع اهتمام وزارة الخارجية "الإسرائيلية" بعقد مؤتمر دولي حول تهديد الطائرات المسيّرة الإيرانية في المنطقة وحول العالم، فيما بدأ دبلوماسيون "إسرائيليون" طرح الفكرة في محادثاتهم مع حلفائهم حول العالم.
فمن جهتها، أرسلت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" في العشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي برقية سرية من شعبتها الاستراتيجية، إلى عشرات من سفاراتها حول العالم، تطلب فيها بدء حملة دبلوماسية ضد عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى روسيا، خاصةً الطائرات بدون طيار، والتخوف من نقل الصواريخ الباليستية في مرحلة لاحقة، ومحاولة الحصول على مزيد من المعلومات حول الموضوع.
وبعد وقت قصير، أرسلت الخارجية لسفاراتها حول العالم ملفًا استخباراتيًا تضمن معلومات عن عمليات نقل الأسلحة الإيرانية لروسيا حتى الآن، بما فيها تواريخ نقل الأسلحة والمبالغ التي دفعتها روسيا للإيرانيين والمعدات التي تم نقلها. وفي الأسابيع التي تلت ذلك نقل دبلوماسيون "إسرائيليون" هذه الرسائل للوزارات الحكومية ذات الصلة، وعلى المستوى السياسي في عشرات الدول التي سلموها هذا الملف المخابراتي.
في هذا الإطار، يمكن القول إن أهمية هذا التحرك الدبلوماسي الاستخباراتي "الإسرائيلي" تكمن في كونه يشكّل تغييرًا في سلوكها المفضل، المتمثل في عدم الانخراط في جهود الضغط حول هذه القضية لتفادي التوترات مع روسيا، لكن حكومة الاحتلال فيما يبدو تخطط للاستفادة من التركيز الدولي على المساعدات الإيرانية للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا، لزيادة الضغط الدولي على طهران. وقد يزيد تعميم هذا الملف الاستخباري الفجوة بين موسكو و"تل أبيب"، بينما تذهب بعض التقديرات الغربية باتجاه أن الحكومة "الإسرائيلية" ستكون أبعد عن الانخراط في الحرب نفسها، في ضوء العلاقة الوثيقة التي تربط "نتنياهو" و"بوتين".