الحدث:
كشفت مصادر أردنية عن بدء الولايات المتحدة بناء قاعدتين عسكريتين ضخمتين جديدتين في الأردن، بصورة سرية بعيدًا عن صخب الإعلام أو قبة البرلمان. وقالت المصادر التي كانت تتقلد مناصب عليا بالدولة، إن صانع القرار بات ينسق شؤون العلاقة مع الجانب الأمريكي بعيدًا عن دوائر الحكومة، فيما تقتصر على العلاقة الثنائية فقط بين القصر الملكي والأمريكيين. ووصفت المصادر ما يجري بأنه يقع ضمن الملفات الغامضة والمجهولة، مرجحةً أن بناء القواعد الجديدة والتي تنضم لأخرى عديدة متواجدة في المملكة منذ سنوات، يدل على انخراط أردني في ترتيب أمريكي ما في المنطقة.
الرأي:
يأتي بناء القواعد العسكرية والأمنية الأمريكية الجديدة في الأردن ضمن سياق علاقة التحالف الوثيقة بين عمّان وواشنطن؛ إذ يعد الأردن أحد أقوى حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، والأعلى نصيبًا في المنطقة من المساعدات والمنح المالية السنوية بعد دولة الاحتلال.
وتكشف عمليات التنسيق والبناء السرية للقواعد الجديدة، بعيدًا عن الإعلام والبرلمان، حجم المساحة الخاصة الممنوحة للولايات المتحدة في الفضاء والجغرافيا الأردنية، إلى جانب إثارتها للعديد من الأسئلة حول الحاجة لبناء قواعد جديدة في ظل تواجد العديد منها منذ سنوات.
في هذا الإطار، ستبقى الخشية حاضرة من أي ارتدادات أمنية قد تقع على الأردن، جراء هذا التكدس العسكري والأمني الأمريكي المتواصل والقريب من إيران ونفوذها في العراق وسوريا؛ حيث سبق أن أرسلت طهران عدة رسائل إلى عمّان تحذر من مغبة التورط بتقديم أي تسهيلات أمريكية ضدها انطلاقًا من الأردن. لكنّ بالمقابل، تراهن عمّان على أن هذا التواجد الواسع والعلاقة الوثيقة يوفران للمملكة حماية من التهديدات الخارجية، فضلًا عن توفير ضمانة أمريكية لدعم الاستقرار الداخلي.