الحدث:
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن نائب رئيس المجلس السيادي السوداني وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، "حميدتي"، حصل على أجهزة تجسس متطورة، نقلتها إلى الخرطوم طائرة مرتبطة ببرنامج التجسس "الإسرائيلي"، تجلب تكنولوجيا المراقبة من الاتحاد الأوروبي. وتمت عملية نقل الشحنة على وجه السرعة إلى منطقة جبل مرة في دارفور التي تسيطر عليها "قوات الدعم السريع" بصورة كاملة. ومن جانبها، نفت "قوات الدعم السريع"، في بيان لها، ما تم تداوله في الإعلام المحلي والعالمي عن حصولها على أنظمة وتقنيات تجسس حديثة من "إسرائيل".
الرأي:
يحتل "حميدتي" المرتبة الثانية في القيادة بعد "البرهان"، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، ويقود صناعة وتصدير الذهب، فيما تقاتل قواته التي تزايدت أعدادها إلى نحو 90 ألفًا في معارك خارجية، ولديه علاقات معقدة مع مجموعة "فاغنر الروسية"، كما التقى بالمخابرات "الإسرائيلية" مرتين منذ حزيران/ يونيو 2021.
وفي حال اتسمت التقارير العبرية بالدقة، فإن أجهزة التجسس المفترضة التي حصل عليها "حميدتي"، بمعزل عن قوات الجيش، تعزز من قدرات "قوات الدعم السريع"، وتزيد من نفوذ "حميدتي" الأمني في البلاد بصورة عامة؛ حيث يمكن لهذه الأنظمة اختراق نظام أندرويد وأيفون والبنى التحتية للشبكات والتجسّس البصري، فضلًا عن تعقّب أنظمة "واي فاي"، واعتراض الاتصالات عبر الشبكة الهاتفية (جي إس إم) والتعقّب الجغرافي عبر الهواتف، وهو ما يوفر لـ"قوات الدعم السريع" بنية أمنية واستخبارية مستقلة عن الجيش والاستخبارات.
من جهة أخرى، فإن هذه الصفقة المفترضة تعزز من توغل "تل أبيب" الأمني في السودان، وتعكس محاولة تقوية أطراف على حساب الأخرى، واللعب على التوازنات بين الأطراف السودانية. لكنّ الصفقة، في حال التأكد من دقة التقارير حولها، سوف تلحق الضرر بالعلاقات المتنامية بين قيادة الجيش السوداني ممثلة في "البرهان" وأجهزة الاحتلال الأمنية.