الحدث:
رصدت مواقع تتبع حركة الطيران العسكري رحلة لطائرة عسكرية روسية طراز "اليوشين IL-76TD" من "قاعدة حميميم: السورية باللاذقية إلى "قاعدة بنينا بمدينة بنغازي شرق البلاد. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الطائرة الروسية المرصودة سبق استخدامها من طرف مجموعة "فاغنر" الروسية في عدد من المهام العسكرية مثل نقل المرتزقة والمعدات العسكرية إلى شرقي البلاد، بالإضافة لاستخدامها لـ"قاعدة بنينا" كمحطة ترانزيت لمهام أمنية بجنوب السودان وأفريقيا الوسطى.
الرأي:
انتشرت "فاغنر" لفترة عبر المنطقة الوسطى وصولًا لحوض مرزق أقصى جنوب غرب البلاد، وهي المنطقة المستهدفة أوروبيًا، وضمنت بذلك الانتشار هيمنتها على معظم البنية التحتية لقطاع النفط الليبي؛ حيث تقع أكبر الحقول النفطية وأنابيب النقل الرئيسية والموانئ النفطية في تلك المنطقة. إلا أن انتشارها قد انحسر خلال العام المنصرم، تزامنًا مع التركيز الروسي على أوكرانيا، ليقتصر على التواجد بمحيط القواعد العسكرية المهمة بسرت والجفرة.
من المحتمل أن يرتبط هذا النشاط الجديد بسعي شركات أوروبية للعودة لسوق الطاقة الليبي؛ حيث جمعت عدد من اللقاءات رؤساء شركتي "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية مع رئيس الوزراء "عبد الحميد الدبيبة" بهدف زيادة حصتها في السوق الليبي، والحصول على امتيازات تنقيب في مناطق بالبلاد. وهي خطوة ستعزز من التنافس الدولي على النفط الليبي؛ فقد وقعت شركة "Zarubezhneft" الروسية التي يديرها الضابط السابق بالاستخبارات الروسية "أليكساندر بيلوف" عقود تنقيب وإنتاج مع شركة الخليج العربي التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط في أغسطس/آب 2020، وتدير الشركة الروسية عددًا من الحقول والمصافي النفطية شرقي البلاد مثل السرير، ومسلا وميناء طبرق.
وبينما تعمل الشركات الروسية ضمن مظلة حماية توفرها "فاغنر"، تواجه الشركات الأوروبية المتلهفة للنفط الليبي معضلة تأمين طواقمها وعملياتها، وقد بحث الشركات الأوروبية هذه العقبة الأمنية مع "الدبيبة" الذي قدم وعودًا بتأمين عملياتها، لكن في ظل هيمنة "فاغنر" وقوات "حفتر" على المناطق النفطية، ستواجه الشركات الأوروبية تحديات أمنية ليس من المؤكد بعد أن وعود "الدبيبة" كافية لتجاوزها، وهو ما سيدفعها على الأرجح للحصول على وعود بالحماية من الأطراف المحلية الأخرى الفاعلة.