الحدث:
أطلقت قوات الاحتلال مناورات عسكرية مفاجئة على حدود قطاع غزة، صباح الـ11 من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بمشاركة ثمانية آلاف جندي نظامي وخمسة آلاف من جنود الاحتياط. في الوقت ذاته، تتواصل مناورة مشابهة بعنوان "شتاء ساخن" على الجبهة الشمالية مع لبنان، للتعامل مع سيناريوهات مختلفة، بمشاركة وحدات من النظام اللوجستي وقسم التكنولوجيا والمعلومات والاستخبارات، إضافةً للتعاون مع وحدات القوات البرية. وتشرف على هذه المناورة هيئة التكنولوجيا والشؤون اللوجستية؛ حيث سيتم تدريب الوحدات العسكرية من مستوى الكتيبة مرورًا بالألوية والفرق وقيادات المناطق، وحتى هيئة الأركان.
الرأي:
إن اللافت في هذا الأمر هو أنه يتم إجراء هاتين المناورتين بينما تشهد جبهتا غزة ولبنان هدوءًا مشوبًا بالحذر، وهي إشارة إلى أن هذا الهدوء قد لا يستمر طويلًا، لاسيما مع مواقف "نتنياهو" وحلفائه من اليمين المتطرف بشأن القدس والاستيطان، والتي قد تفجّر مواجهة واسعة في الضفة وغزة، وموقفه من الاتفاق البحري مع لبنان واحتمال أن يبادر "حزب الله" للرد على الضربات "الإسرائيلية" ضده في سوريا، ضمن تطورات إقليمية متعلقة بتأزم الوضع الداخلي في إيران.
من جهةٍ أخرى، يحمل توقيت المناورتين المتزامنتين على حدود غزة ولبنان دلالات مهمة، على رأسها أنها تحصل عشية تغير القيادتين السياسية والعسكرية لدى الاحتلال، مع قرب تشكيل "نتنياهو" لحكومته. هذا، فضلًا عن حصول مناورة غزة بعد يومين فقط من عرض عسكري كبير نظمته "كتائب القسام" في غزة، كشفت فيه عن جملة من الأسلحة والوسائل القتالية التي تحوزها. ومن ثمّ، فإن كل هذه التطورات قد تجعل للمناورات أهمية إضافية، حتى مع إعلان الاحتلال أنها مدرجة ضمن أجندته السنوية.