الحدث:
تم العثور على جثة "مولوي عبد الواحد ريجي"، أحد علماء السنة البارزين في محافظة سيستان وبلوشستان بإيران، في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بعد يوم من اختطافه في مدينة خاش. كما أعلن الحرس الثوري اعتقال عناصر تابعة لتنظيم "جيش العدل" البلوشي، بدعوى أنهم خططوا لاغتيال "أحمد علم الهدى"، إمام جمعة مدينة مشهد وصهر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي.
الرأي:
وقع اغتيال "ريجي" بعد فترة قصيرة من لقائه مع وفد أرسله مرشد الثورة، علي خامنئي، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، للتحقيق في الاحتجاجات بمحافظة سيستان بلوشستان؛ حيث ظهر "ريجي" في مقطع فيديو يدعم خلاله السلطات الإيرانية. وتوضح تفاصيل الاغتيال أنه جرى التخطيط له بعناية؛ فقد طلب مجهولون من "ريجي" الحديث إليه عند الباب الخلفي لمسجد الإمام الحسين الذي يخطب فيه الجمعة، ثم أجبروه على دخول سيارة "بيجو" لا تحمل لوحات معدنية، ثم عُثر على جثته قرب منطقة جبلية في اليوم التالي وبها أثر ثلاثة أعيرة نارية في الرأس.
من جهتها، تُولي طهران حادث اغتيال "ريجي" اهتمامًا كبيرًا؛ فقد قدّم الرئيس الإيراني واجب العزاء لأسرته وطالب الأجهزة المعنية بسرعة الكشف عن مرتكبي الحادث، الذي جاء في وقت تشهد فيه علاقة السلطات الإيرانية توترًا كبيرًا بـ"مولوي عبد الحميد زهي"، أحد أبرز خطباء الجمعة السنة في بلوشستان، على خلفية إدانته للتعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين، وإشارته إلى وجود حوادث اغتصاب لبعض المعتقلات خلال التظاهرات.
وترى الأجهزة الإيرانية أن تصريحات "زهي" تزيد حجم التوتر في المحافظة، التي تشهد ارتفاعًا في وتيرة الهجمات المسلحة ضد كوادر الحرس الثوري والأجهزة الأمنية منذ مجزرة الجمعة في الـ30 من أيلول/ سبتمبر، التي قُتل خلالها 90 مواطنًا بلوشيًا خلال احتجاجهم على اغتصاب قائد شرطة مدينة تشابهار لفتاة صغيرة. وكان من آخر تلك الهجمات مقتل ضابط الاستخبارات، أحمد صالحي، ومقتل شرطي مرور واصابة آخر في مدينة تشابهار، ومقتل أحد عناصر حرس الحدود في ثلاث هجمات متفرقة.
وقد بدا لافتًا تزامن اغتيال "ريجي"، مع إعلان "الحرس الثوري" اعتقال عناصر تابعة لتنظيم "جيش العدل" البلوشي، بدعوى أنهم خططوا لاغتيال "أحمد علم الهدى"، إمام جمعة مدينة مشهد وصهر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي. ويشير هذا، حال ثبوته، إلى سعي عناصر بلوشية لتصفية اثنين من أبرز خطباء الجمعة السنة والشيعة من مؤيدي النظام الإيراني، في تكتيك ربما يهدف لتخويف داعمي النظام، وإظهار عجز الأجهزة الأمنية عن ضبط الوضع. كما تشير تلك التطورات المتلاحقة إلى أن كرة العنف مستمرة في بلوشستان، وأنها بدأت في الامتداد لتشمل المنحازين إلى جانب الحكومة.