أبو عجيلة في قبضة واشنطن

تسليم أبو عجيلة المتهم في قضية لوكربي يشير لتفاهمات أمريكية مع حكومة الدبيبة

الساعة : 15:30
14 ديسيمبر 2022
تسليم أبو عجيلة المتهم في قضية لوكربي يشير لتفاهمات أمريكية مع حكومة الدبيبة

الحدث:

أعلنت وزارة العدل الأمريكية القبض على "أبوعجيلة مسعود"، ضابط الاستخبارات الليبي السابق المتهم بالضلوع في تفجير الرحلة "بان إم 103" في قضية لوكربي الشهيرة. وقبل عامين وجّهت الولايات المتحدة إلى "مسعود" اتهامات بأنه لعب دورًا رئيسيًا في تفجير الـ21 من كانون الأول/ ديسمبر 1988، الذي أسفر عن سقوط طائرة "بوينج 747" ومقتل 270 شخصًا.

الرأي:

تزامنًا مع إعلان وزارة العدل الأمريكية، أصدر المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، تصريحًا مفاجئًا قال فيه إن الولايات المتحدة تعتبر "عبد الحميد الدبيبة" رئيس الحكومة الشرعية، وأن ليبيا لا تحتاج لحكومة مؤقتة أخرى. وهو تصريح يبدو مغايرًا للخطاب السياسي الأمريكي المعتاد؛ حيث تبنى دبلوماسيو الولايات المتحدة خطابًا محايدًا بين الأطراف المتصارعة منذ ظهور حكومة "فتحي باشاغا".

وقد جاء الموقف الأمريكي قبيل إعلان وزارة العدل الأمريكية تسلمها "مسعود"، الذي اختُطف من منزله بمنطقة "أبو سليم" الشهر الماضي، من قبل عناصر أمنية يُعتقد أنها تابعة لآمر جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي، ليتم تسليمه لاحقًا للسلطات الأمريكية من طرف القوة الأمنية المشتركة بمدينة مصراته، التي تسلمته من عناصر "الككلي" بعد حبسه لمدة أسبوعين. وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى ضلوع "إبراهيم دبيبة"، ابن رجل الأعمال "علي دبيبة"، وابن شقيقة "عبد الحميد الدبيبة"، في عملية تسليم "مسعود" للسلطات الأمريكية.

يذكر أن "مسعود"، الذي صدرت في حقه نشرة حمراء من "الإنتربول" عام 2020، لم تتم عملية القبض عليه وتسليمه عبر الوسائل والقنوات القانونية الرسمية أو وفقًا لنشرة "الإنتربول". من جهته، صرح وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، أن القبض على "مسعود" جاء بعد جهود دبلوماسية، ما يشير إلى وجود "صفقة" من نوع ما مع حكومة "الدبيبة"، التي لم تقدم حتى الآن أي تفسيرات للحادثة، لكن وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، سبق أن أعلنت في حوار مع "بي بي سي" عن تأييدها لتسليم "مسعود".

بناءً على ما سبق، تشير هذه الحادثة إلى أن حكومة "دبيبة"، ومجموعات مسلحة موالية لها، تراهن على أن التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، يعزّز من وضعها السياسي الخارجي ويزيد من نقاط تفوقها، رغم الضرر الذي قد يلحق بصورة الحكومة محليًا.