الحدث:
أعلن الجيش الأردني عن خطة انتشار واسعة وغير مسبوقة خارج الثكنات، تشمل نشر قوات وآليات عسكرية على الطريق من مطار "الملكة علياء الدولي" وحتى منطقة البحر الميت، تمهيدًا لانطلاق "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" في نسخته الثانية، والذي سيعقد في المملكة الثلاثاء القادم. يذكر أن "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة" مؤتمر يعالج التحديات المرتبطة بالأمن الغذائيّ والأمن الدوائيّ وأمن الطاقة في المنطقة والعالم، بمشاركة كل من مصر والعراق ودول أوروبية بينها فرنسا.
الرأي:
يأتي الانتشار غير المسبوق لوحدات من الجيش الأردني، تزامنًا مع استمرار واتساع رقعة الاضرابات والاحتجاجات في مناطق ومحافظات عدة في المملكة منذ أسابيع، بسبب رفع أسعار المحروقات. ورغم أن خطة الانتشار التي أقرها الجيش لم يتطرق من خلالها إلى الاحتجاجات، وربطها فقط بتأمين المؤتمر الدولي، إلا أنّ القوات المسلحة لم يسبق لها الاستنفار لتغطية مؤتمر بهذا الشكل والعدد والآلية والمساحة الجغرافية، وهو ما يجعل احتمالات ربط الانتشار والتأهب العسكري بالخشية من اتساع رقعة الاحتجاجات والاضطراب الأمني، بما يؤثر على حركة الوفود وتنقلاتها ليس مستبعدًا، خاصةً بعد حادثة مقتل معاون مدير أمن معان، عبد الرزاق الدلابيح، والتي ألقت بظلال من العنف على الاحتجاجات.
لذلك، يحمل قرار إنزال وحدات الجيش من ثكناتها بهذه الصورة غير المألوفة للأردنيين، رسالة دعم للأجهزة الأمنية المشتبكة مع المحتجين من جهة، والتي بالفعل أعلنت تكثيف انتشارها، كما يحمل من جهة أخرى تلويحًا ضمنيًا بأن ورقة نزول الجيش لضبط الشارع تعتبر واردة ضمن خيارات متخذ القرار.