الحدث:
اندلعت اشتباكات بين المجموعات المسلحة بمدينة صبراتة خلال الأيام الأخيرة، على خلفية تراكم التجاوزات لعناصر مجموعة "الكابوات" بالمدينة، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتيل وجريحين قبل أن تتوقف إثر تدخل أعيان مدينة الزاوية وصبراتة، وآمر المنطقة العسكرية بالساحل الغربي وجهاز البحث الجنائي الزاوية، وتم الاتفاق مبدئيًا على تسليم الأشخاص المتسببين في الاشتباك للجهات الأمنية وانسحاب الطرفين وفتح الطرقات المغلقة.
الرأي:
تأتي اشتباكات صبراتة كدلالة متزايدة على تفاقم المشكل الأمني خارج نطاق العاصمة طرابلس، خصوصًا بالمدن الواقعة غرب العاصمة؛ فإضافةً للاضطرابات الأمنية بصبراتة شهدت مدينة الزاوية أكثر من 14 حالة اعتداء بالسلاح من قبل بعض المجموعات المسلحة المتمردة بالمدينة، أسفر معظمها عن سقوط قتلى مدنيين خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ويعكس تردي الأوضاع الأمنية خارج نطاق العاصمة تراجع اهتمام رئيس الوزراء، عبد الحميد دبيبة، والأجهزة المعنية بحكومة الوحدة الوطنية بالأمن خارج تلك المناطق، في ظل إعطاء الأولوية للمناطق ذات الأهمية السياسية للحكومة. ففي حين تشهد طرابلس تحسنًا في حضور وفاعلية الأجهزة الأمنية وانتشار التشكيلات العسكرية لتأمين مداخلها، يرتفع معدل النشاط الإجرامي للمجموعات المسلحة الصغيرة والمتفلتة في عدد من المناطق والمدن المحيطة.
ورغم عدم ارتباط الاضطراب الأمني في هذه المناطق بالصراع السياسي الحاصل، إلا أن تراجع مستوى الأمن فيها قد يؤثر بشكل كبير على موقف المكونات الاجتماعية والسياسية من حكومة "الدبيبة"، خاصةً وأن مدينتي صبراتة والزاوية لهما أهمية استراتيجية لأمن العاصمة ومدخلها الغربي، وتغير موقف سكانها مؤثر على التوازنات في طرابلس.