عمّان قد لا ترحب بعرض إسرائيلي بتسلم أسرى أردنيين وازنين لإكمال محكوميتهم بالسجون الأردنية

الحدث:

كشفت مصادر صحفية عن تلقي أسرى في سجون الاحتلال يحملون الجنسية الأردنية عرضًا، يقضي بنقلهم لإكمال باقي محكوميتهم في السجون الأردنية. وأشارت المصادر إلى أن أربعة من الأسرى الأردنيين على الأقل وافقوا بالفعل على العرض، رغم أن بعضهم صدر بحقهم أحكام عالية، من بينهم الأسير القسامي، عبد الله البرغوثي، الذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبد 67 مرة، والأسير القسامي، منير مرعي، المحكوم عليه بأربعة مؤبدات.

الرأي:

رغم التكتم الرسمي الأردني وتقليل مؤسسات فلسطينية معنية بملف الأسرى من الخطوة "الإسرائيلية"، التي اعتبرتها "بروتوكولية لن تفضي إلى شيء"، إلا أن العرض يعتبر نقلة نوعية في شكل التعاطي الأمني "الإسرائيلي" مع ملف الأسرى الأردنيين، خاصةً وأن بعضهم يعتبر من قيادات الصف الأول العسكرية في المقاومة الفلسطينية.

ورغم وجود سوابق باستقبال أربعة أسرى أردنيين أتموا مدة محكوميتهم في عمّان، إلا أن توقيت العرض "الإسرائيلي" مع قدوم حكومة اليمين المتطرف من شأنه أن يخلق أسئلة عديدة حول الدوافع والتوقيت. وتشير بعض الاحتمالات إلى أن حكومة الاحتلال تستهدف من هذا العرض، حال المضي قدمًا فيه وموافقة الأردن، إبعاد هؤلاء الأسرى خارج سجونها كي لا تشملهم أي صفقة تبادل محتملة مع حركة "حماس".

وأيًّا كانت الغايات "الإسرائيلية"، فإن تواجد مقاومين بهذا الوزن الأمني داخل السجون الأردنية لإتمام محكوميتهم، سيضع دون شك الدولة الأردنية في مواجهة العديد من الأسئلة الأمنية والأخلاقية والشعبية المستقبلية. فمن المتوقع أن تصدر مطالب شعبية بالإفراج عنهم وعدم حبسهم نيابة عن الاحتلال، كونهم مقاومين لم يرتكبوا مخالفة ضد الأردن، وهي معادلة من المتوقع أن تسعى عمّان لتجنبها خصوصًا في ظل الظروف الشعبية الراهنة في المملكة.