الحدث:
أعلن رئيس شركة البنية التحتية للاتصالات في إيران عن إحباط هجوم إلكتروني، استهدف البنك المركزي ومنصات إيرانية أخرى خلال الأيام القليلة الماضية.
الرأي:
يأتي الهجوم السيبراني على البنك المركزي الإيراني ضمن حملة الهجوم متعدد الأبعاد التي تشنها عدة جهات ضد إيران، بهدف كبح نفوذها الخارجي ودفعها للانكفاء إلى الداخل عبر اشغالها بملفات الاحتجاجات الشعبية وتردي الأوضاع الاقتصادية. ويتزامن اختيار البنك المركزي هدفًا للهجوم مع انخفاض قيمة العملة الإيرانية المحلية "التومان" خلال الشهر الماضي بشكل غير مسبوق، حيث وصلت إلى 42 ألف تومان مقابل الدولار الواحد، وذلك بعد أن كان سعر الدولار يبلغ 32 ألف تومان فقط في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو ما دفع شرطة الأمن الاقتصادي في طهران لاعتقال 100 شخص من سماسرة سوق العملات الأجنبية، بتهمة زعزعة استقرار قيمة العملة الوطنية.
من جهته، استقال محافظ البنك المركزي الإيراني، علي صالح آبادي، من منصبه في الـ29 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ليحل محله "محمد رضا فرزين" الذي حاول وقف تدهور قيمة العملة؛ حيث تحسنت آنيًا لتبلغ حاليًا نحو 39 ألف تومان للدولار. لكن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وتجميد عشرات مليارات الدولارات في الخارج، تعرقل خطط المحافظ الجديد للبنك، والذي تلقى خبر الهجوم السيبراني خلال زيارته إلى قطر بهدف تطوير وتعزيز العلاقات النقدية والمصرفية بين البلدين.
من ناحية أخرى، يلاحظ خلال العام الأخير تصاعد الهجمات السيبرانية ضد أهداف إيرانية، بهدف شلّ سير العمل في المؤسسات الحيوية، وإيصال رسائل بقدرة المهاجمين على إحراج النظام الحاكم؛ ففي كانون الأول/ ديسمبر الماضي تعرض الموقع الإلكتروني لمطار "الإمام الخميني" لهجوم سيبراني، من طرف مجموعة "أنانيموس" أسفر عن توقفه عن العمل لمدة ربع ساعة. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر أعلنت مجموعة "بلاك ريوارد" للقرصنة اختراق موقع "وكالة أنباء فارس"، وحذف ما يقرب من 250 تيرابايت من البيانات من الخوادم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بالوكالة. وفي تشرين الأول/ أكتوبر اعترفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية باختراق خادم البريد الإلكتروني لإحدى الشركات التابعة لها، فيما تعطل نظام جوازات السفر بمطار " الإمام الخميني" لمدة ساعتين في يونيو/حزيران، كما تعرضت أربعة شركات صلب إيرانية لهجوم سيبراني.
في هذا الإطار، يُرجّح أن تتواصل وتتزايد الهجمات السيبرانية على المنشآت الحيوية الإيرانية خلال العام الجديد، في ظل احتلال الملف الإيراني أولوية لدى حكومة "نتنياهو" الجديدة، وتبنّيه لاستراتيجية تهدف لتقويض النفوذ الإيراني بالمنطقة، فضلًا عن انخراط إيران في مساعدة روسيا بعتاد عسكري في حرب أوكرانيا، ما يجعلها هدفًا لمجموعات القرصنة الإلكترونية الغربية كذلك.