الحدث:
أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركي، هاكان فيدان، زيارة إلى الخرطوم، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ومدير المخابرات العامة، أحمد إبراهيم مفضل، وجرى بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بحسب بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني. من جانبه، وصف "فيدان" الزيارة بـ"المثمرة"، مشدّدًا على أن "تركيا والسودان وصلتا في تعاونهما والتنسيق القائم بينهما إلى أهدافهما فيما يخص القضايا ذات الاهتمام المشترك".
الرأي:
تأتي زيارة "فيدان" المفاجئة في ظل التطورات السياسية التي يشهدها السودان فيما يتعلق بتوقيع الاتفاق الإطاري بين مجلس السيادة والقوى المدنية، كما تأتي استكمالًا لخطوات أنقرة في السنوات الأخيرة لتمتين العلاقات مع مجلس السيادة ورئيسه "البرهان"، الذي زار تركيا خلال صيف 2021 والتقى خلالها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. كما سعى كل من "البرهان" و"حميدتي" لتعزيز العلاقات مع تركيا في خضم الضغوط التي واجهها من الغرب منذ إجراءات الـ25 من تشرين الأول/ أكتوبر 2021، التي اتخذها بشأن تقاسم السلطة مع المدنيين.
ورغم تراجع وتيرة الحضور التركي المباشر في الشأن السوداني منذ سقوط نظام "البشير"، خصوصًا مشروع جزيرة سواكن الاستراتيجي، إلا أن هذه الزيارة لرجل تركيا الأمني الأول تظهر جليًا أن أنقرة والخرطوم احتفظتا بروابط أمنية "هادئة" نظرًا لحساسية التطورات في السودان.
وإذا كان من غير الواضح بعد أثر صلة هذه الزيارة بملف مشروع سواكن الاستراتيجي، فقد يكون من بين ملفات الزيارة أيضًا ملف مشاركة مليشيات سودانية في ليبيا مع قوات "حفتر"، خاصةً وأن "فيدان" غادر الخرطوم متوجهًا إلى طرابلس؛ حيث التقى رئيس حكومة الوفاق الليبية، عبد الحميد الدبيبة.
بشكل عام، فمن المؤكد أن الزيارة تعكس مصالح تركيا الأمنية في السودان، سواءً المتعلقة بالعلاقات الثنائية وتواجد تركيا العسكري الاستراتيجي في القرن الأفريقي، أو المتعلقة بالتنسيق الخاص بملف ليبيا الحيوي جدًا لمصالح أنقرة.
