الحدث:
حذّرت أوساط عسكرية "إسرائيلية" في الـ21 من كانون الثاني/ يناير من "سقوط مدينة رام الله بأيدي منفذي العمليات الفدائية"، والتي مازالت تحظى بهدوء أمني مقارنةً بمدينتي نابلس وجنين، لكن المأزق السياسي للسلطة الفلسطينية، إضافةً لتوجه الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة، يهددان بإثارة الأوضاع فيها، وحينها سيكون الأمر سيئًا للغاية من وجهة نظر الاحتلال، في ظل تحذيرات أطلقها جهاز "الشاباك" تزعم ضخ قيادة حركة "حماس" في الخارج أموالًا في المناطق الريفية المحيطة برام الله، لتنفيذ عمليات إطلاق نار فيها ضد أهداف "إسرائيلية"، ما دفع لنصب كمائن "إسرائيلية" للقناصة في عدة مواقع.
الرأي:
تشير المخاوف "الإسرائيلية" إلى التحسب من وصول العمليات الفدائية إلى رام الله، بما قد ينتج عنه "انتفاضة ثالثة"، مع العلم أنه خلال عام 2022 لم يُقتل أي "إسرائيلي" في رام الله، في ظل تعزيز التنسيق الأمني وحرص أجهزة الأمن الفلسطينية على تعزيز التدابير الأمنية حول مقرات السلطة، فيما كثّف جيش الاحتلال من اقتحاماته واعتقالاته في محيط رام الله، لاسيما البيرة وبيتونيا وكفر عقب وسلواد، إضافةً لمخيمي الأمعري وقلنديا.
وتتزامن هذه التحذيرات "الإسرائيلية" من وصول العمليات الفدائية إلى رام الله مع زيادة زيارات كبار ضباط جيش الاحتلال إلى فرقة الضفة الغربية، وجولات قام بها كبار المسؤولين على المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية في المنطقة، ما يشير لتسارع الاستعدادات لقدوم شهر رمضان في آذار/ مارس، التي تُعرّف كل عام بأنها فترة حساسة، مع احتمال مرتفع لزيادة التوتر في القدس وحول المسجد الأقصى، وهو ما يمنح الخشية "الإسرائيلية" من التدهور الأمني بعدًا جديدًا. كما يستعد الجيش لاحتمال غياب رئيس السلطة، محمود عباس، وبدء حروب محتملة لخلافته قد تعطل التنسيق الأمني وإمكانية حدوث فوضى أمنية في أنحاء مختلفة من رام الله ومحيطها.