الحدث:
أعلنت السلطات الفلسطينية مقتل خمسة فلسطينيين في مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا شرقي الضفة، وذلك عقب اقتحام قوة مشتركة من جيش الاحتلال ووحداته الخاصة "لبؤات الأغوار" وجهاز الأمن العام "الشاباك" للمخيم. بالمقابل، أعلن جيش الاحتلال أن قواته هاجمت مجموعة قامت بإطلاق النار نحو قواته وقتلت خلية عسكرية تابعة للمقاومة واعتقلت حوالي ثمانية أشخاص أثناء العملية، ويزعم الجيش ووحدة الاستخبارات العسكرية مسؤولية هذه الخلية عن تنفيذ عملية إطلاق نار على مفترق "ألموغ" قبل أيام قرب أريحا.
الرأي:
شكّل ظهور خلية مسلحة للمقاومة في مدينة أريحا مفاجأة كبيرة بالنسبة للأجهزة الأمنية والاستخباراتية "الإسرائيلية"، على حد وصف صحيفة "هآرتس"؛ وذلك نظرًا لأن مدينة أريحا تعد مركزًا أمنيًا لمقرات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي تلاحق مجموعات المقاومة. كما إن أغلب مؤسسات السلطة الأمنية والسجن المركزي وجامعة الاستقلال المختصة بالعلوم الأمنية والعسكرية والشرطية تتواجد في أريحا، علاوةً على أن المدينة تعتبر هادئة ومن النادر أن تشهد أحداثًا أو اشتباكات.
في السياق ذاته، يأتي ظهور هذه المجموعة في منطقة جديدة خارج مدينتي جنين ونابلس، حيث تتركز مجموعات المقاومة المسلحة، لتتحدى سياسة القبضة الأمنية الحديدية التي تتبناها الحكومة "الإسرائيلية" للقضاء على حالة المقاومة الفلسطينية واحتوائها في بقعة جغرافية صغيرة جدًا، كمخيم جنين أو البلدة القديمة بنابلس. وبالتالي، فإن الإجراءات الأمنية "الإسرائيلية" لا تبدو ناجعة في منع التمدد الأفقي لمجموعات المقاومة وانتشارها في مناطق جديدة كمدينة أريحا.
على جاب آخر، يأتي تمدد مجموعات المقاومة أفقيًا بعد أن بلغت عمليات القمع "الإسرائيلي" والإجراءات الأمنية المشددة مستويات غير مسبوقة، لا سيما مع قدوم حكومة اليمين المتطرف بزعامة "نتنياهو"، لتعكس تنامي الدافعية لدى الشباب الفلسطيني نحو الفعل المقاوم، سواءً من خلال الانضمام لمجموعات المقاومة أو المبادرة بتنفيذ عمليات فردية.
من ناحية أخرى، فإن اتساع دائرة العمل المقاوم والعمليات الفردية يشير إلى أن التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة والأجهزة "الإسرائيلية" يواجه تحديًا كبيرًا؛ حيث وصفت صحيفة "تايمز" البريطانية أن انخراط الشبان الفلسطينيين صغار السن في عمليات مسلحة ضد "إسرائيل" بأنه أمر من الصعب السيطرة عليه، لذلك فمن المرجح استمرار تصاعد جهود المقاومة في الضفة الغربية خاصةً في ظل مضي حكومة الاحتلال في إجراءات تصعيدية.
