الحدث:
شنت سلطات الأمن الأذرية حملة اعتقالات ضد ما وصفتها بـ"شبكات تجسس وتهريب مخدرات إيرانية"، ضمت أكثر من 39 شخصا، كما داهمت مقرات موقع "سلام نيوز" وقناة "إنتراز" التلفزيونية المقربين من طهران؛ وذلك بعد أن سحبت أذربيجان بعثتها الدبلوماسية من طهران وطلبها من مواطنيها عدم السفر إليها إثر تعرض مقر سفارتها بالعاصمة الإيرانية في 27 يناير/كانون ثاني لهجوم أسفر عن مقتل رئيس جهاز أمن السفارة "أورخان عسكروف" وإصابة فردي أمن آخرين.
الرأي:
تمثل هذه التطورات أحدث حلقة في سلسلة التوتر بين أذربيجان وإيران عقب مطالبة باكو بفتح ممر زانجيزور الرابط بينها وبين إقليم ناختشيفان الآذري المتمتع بالحكم الذاتي، مما يقلص الاتصال البري بين إيران وأرمينيا البالغ طوله حاليا 40 كم بعد أن استعادت أذربيجان من أرمينيا السيطرة على 132 كيلو مترا من حدودها مع إيران، فضلا عن إعلان باكو افتتاح سفارة في تل أبيب، وهو ما ترى فيه طهران تماهيا في التطبيع مع إسرائيل المتهمة باستخدام الأراضي الأذرية في تنفيذ عمليات أمنية داخل إيران.
وظفت باكو حادث الهجوم على السفارة الأذرية سياسيا، وذلك في ظل ترجيحها بأنه هجوم متعمد لسابقة طلبها تعزيز أمن مقر السفارة دون استجابة من السلطات الإيرانية. لكن في ذات الوقت حرصت على تجنب القطيعة الدبلوماسية مع إيران إذ أعلنت استمرار عمل القنصلية الآذرية في مدينة تبريز.
من جهتها، تسعى طهران لامتصاص تداعيات حادث السفارة، حيث أعلنت توقيف المهاجم الذي برر دوافعه بأنها شخصية تعود لاختفاء زوجته داخل مقر السفارة منذ 10 شهور دون الحصول على إفادة بمصيرها، وسط حديث عن أن زوجته الآذرية هجرته وعادت إلى بلدها. وأبدى مسؤولون إيرانيون تحفظهم على ردود فعل أذربيجان، وهو ما عبر عنه رئيس البرلمان "محمد باقر قاليباف" قائلا "إن القرارات العاطفية بشأن العلاقات بين البلدين يمكن أن تكون لها عواقب بعيدة المدى". والخلاصة أن توتر الأجواء بين البلدين عمل على مضاعفة تداعيات حادث السفارة لتمر العلاقات الأذرية الإيرانية بمأزق إضافي جديد يمهد لوصول العلاقة المتأزمة إلى مرحلة خصومة علنية.