الحدث:
أعلنت وزارة الداخلية المصرية استقبال وفد أمني رفيع من قيادات وزارة الداخلية القطرية، خلال الفترة من 5 – 8 شباط/ فبراير الجاري، حيث التقى الوفد قيادات وزارة الداخلية وعلى رأسهم الوزير "محمود توفيق"، وجرى بحث تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الجانبين. كما أجرى الوفد زيارات ميدانية شملت أكاديمية الشرطة ومقري الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، وزار كذلك "مركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون" (سجن وادي النطرون سابقًا) للاطلاع على تجهيزاته وإمكانياته. وجاءت زيارة الوفد بعد أيام من استقبال أمير قطر، تميم بن حمد، وزير الداخلية المصري خلال زيارته للدوحة لحضور حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة التابعة لوزارة الداخلية القطرية.
الرأي:
رغم أن الزيارة لم ينتج عنها تطور ملموس فيما يخص التعاون بين الجانبين، كتوقيع اتفاقيات على سبيل المثال، إلا أنها تعكس اتجاهًا إيجابيًا في مسار التعاون بين البلدين في مجالات أمنية فنية وجنائية، بعيدًا عن مسألة "الأمن السياسي" المرتبط بملف المعارضين المصريين في قطر.
من جهتها، تسعى مصر بصورة عامة للاستفادة من تراكم خبرات مؤسستها الأمنية في تعزيز نفوذها وعلاقاتها مع محيطها العربي والأفريقي؛ حيث تقدم منحًا دراسية في أكاديمية الشرطة لبعض الدول، وتراهن على أن خبرات أجهزتها الأمنية الطويلة في مجالات مثل مكافحة المخدرات والأدلة الجنائية وغيرها، يمكن أن تمثل مدخلًا للتعاون وتوطيد علاقاتها الأمنية مع أجهزة الأمن الحديثة نسبيًا كما في قطر، وهو ما يساهم في استعادة مصر لنفوذها الناعم في المنطقة، وفق تصور القاهرة.
بالمقابل، ورغم أن قطر تحظى ببرامج تعاون أمنية واسعة تتيح لها الاستفادة من خبرات تشمل الولايات المتحدة ودولا أوروبية، كما إنها قد طورت من بنيتها وموارها الأمنية على خلفية تنظيم "مونديال كرة القدم 2022"، إلا أن تعزيز التعاون مع مصر قد يمثل إضافة من زاوية تبادل الخبرات والبرامج المشتركة، في المجالات التي تسعى وزارة الداخلية القطرية لتطويرها خلال الفترة المقبلة.