الحدث:
عقد عدد من رموز المعارضة الإيرانية في المنفى اجتماعًا خلال الشهر الجاري بجامعة جورج تاون بواشنطن، لبحث تأسيس منصة سياسية موحدة تجمع المعارضين عقب الاحتجاجات الأخيرة في إيران، وذلك بمشاركة كل من "رضا بهلوي"، نجل الشاه السابق، ولاعب كرة القدم، علي كريمي، والناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، والأمين العام لحزب كومله الكردي الإيراني، عبد الله مهتدي.
الرأي:
يسعى رموز المعارضة الإيرانية من خلال اجتماعهم مؤخرًا لتوظيف الاحتجاجات الشعبية الأخيرة، التي اندلعت في إيران عقب مقتل الشابة "مهسا أميني" على يد شرطة الأخلاق، وذلك لبناء منصة سياسية تجمع شتات المعارضين الإيرانيين من ذوي التوجهات المختلفة؛ فالبعض منهم مثل نجل الشاه تحركه دوافع ملكية ترتبط باستعادة حكم أسرة الشاه، والبعض الآخر مثل المعارضة الكردية ترفع مطالب ذات أبعاد عرقية ترتبط بتهميش الأكراد، والبعض الآخر تحركه دوافع أيدولوجية رافضة لنموذج ولاية الفقيه، أملًا في بناء نظام علماني بديل مثل المعارضة "مسيح علي نجاد"، فضلًا عن جماعات يسارية مثل "حزب توده"، وأخرى قومية.
ومن هنا، فإن تعدد دوافع المعارضين النظام الإيراني واختلاف توجهاتهم يضعف فرص قدرتهم على بناء منصة سياسية مؤثرة، فضلًا عن أن غياب وجود امتدادات جماهيرية لأغلبهم داخل إيران يجعل معارضتهم تقتصر على الشق الإعلامي، دون القدرة على تحريك وتوجيه الشارع الإيراني ميدانيًا.
من جانبها، سعت الحكومة الإيرانية لتوظيف عقد الاجتماع في الولايات المتحدة للتشكيك في دوافع المشاركين فيه؛ حيث صرح وزير الداخلية، أحمد وحيدي، في الـ15 من شباط/ فبراير الجاري، بأن المشاركين في الاجتماع يهدفون للحصول على أموال من أمريكا فقط، وأنهم يدركون عدم قدرتهم على التأثير في المشهد الإيراني.
بالمقابل، تشير استضافة واشنطن للاجتماع إلى إمكانية اللعب بورقة المعارضة الإيرانية وتفعيلها عبر توجيه أوجه الدعم لها، ردًا على مواصلة طهران دعم موسكو بطائرات مسيرة في حرب أوكرانيا، وعدم موافقتها على الشروط الأمريكية لعقد اتفاق نووي.