حرب الظل بين إيران وإسرائيل

هجمات إيرانية ضد سفن إسرائيلية بمياه الخليج لإبقاء معادلة الردع بعد هجوم أصفهان

الساعة : 15:00
20 فبراير 2023
هجمات إيرانية ضد سفن إسرائيلية بمياه الخليج لإبقاء معادلة الردع بعد هجوم أصفهان

الحدث:

كشفت شركة الأمن البحري البريطانية "أمبري إنتليجنس" في الـ17 من شباط/ فبراير الجاري، أن طائرات مسيرة إيرانية هاجمت ناقلتين وسفينة بضائع في بحر العرب، يوم الجمعة 10 شباط/ فبراير الجاري، مضيفةً أن اثنتين من السفن الثلاث تملكهما "إسرائيل" بينما الثالثة إماراتية. من جهتهم، أقر مسؤولون أمنيون "إسرائيليون" بأن طائرة مسيرة انتحارية من طراز "شاهد-136" هاجمت ناقلة النفط "كامبو سكوير"، التي يملكها رجل الأعمال "الإسرائيلي"، إيال عوفر، في مياه الخليج العربي على بعد 300 ميل من سواحل الهند وسلطنة عمان دون وقوع إصابات بشرية.

الرأي:

وقعت الهجمات المذكورة بعد نحو ثلاثة أسابيع من تعرض مجمع صناعات عسكرية في مدينة أصفهان لغارة بطائرات مسيرة "إسرائيلية" انتحارية، ما يشير إلى أنها بمثابة رد إيراني يهدف لتثبت معادلة ردع بأن الهجمات "الإسرائيلية" على المصالح الإيرانية ستجابه بردود مباشرة تستهدف المصالح "الإسرائيلية".

وقد سبق لطهران خلال السنوات الماضية أن اعتمدت نهج استهداف السفن والناقلات التي يملكها رجال أعمال "إسرائيليون" أثناء مرورها بمياه الخليج؛ حيث تمثل أهدافًا سهلة في ظل صعوبة توفير سفن حراسة لأبعاد اقتصادية ولوجستية. ومن أبرز تلك الهجمات استهداف الناقلة "ميرسر ستريت" عام 2021، ما أسفر عن مقتل قبطان روماني وحارس بريطاني، وهي ناقلة تملكها شركة رجل الأعمال "الإسرائيلي"، إيال عوفر، التي تعرضت سفنها للهجمات الأخيرة.

بالمقابل، لم يتأخر الرد الإسرائيلي؛ حيث شن طيران الاحتلال في الـ19 من الشهر الجاري، سلسلة من الغارات العنيفة على دمشق شملت مركزًا ثقافيًا إيرانيًا في حي كفر سوسة، الذي توجد فيه مقار أمنية إيرانية في مربع أمني شديد الحراسة، وهو الحي نفسه الذي اغتيل فيه القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، عام 2008. وقد أسفرت الغارات عن مقتل ما يصل إلى 15 شخصًا في أكبر حصيلة من نوعها منذ سنوات، فيما رفع سلاح البحرية "الإسرائيلية" مستوى الاستنفار في البحر الأحمر عقب الغارات على دمشق، خشية حدوث هجمات إيرانية جديدة على السفن "الإسرائيلية".

في ظل هذه الأجواء المشحونة، تحاول كل من طهران وتل أبيب فرض معادلات ردع تضبط إيقاع الصراع بينهما، وهو ما يعني استمرار الهجمات المتبادلة في ظل وضع حكومة "نتنياهو" المتطرفة الملف الإيراني على رأس أولوياتها، وسعيها لتوظيف الدعم الإيراني لروسيا بالطائرات المسيرة في حرب أوكرانيا لتشكيل تحالف دولي مناهض لطهران، يساهم في تقويض نفوذها الإقليمي.