نتنياهو يضغط على رؤساء الأجهزة الأمنية

نتنياهو يلجأ للأجهزة الأمنية لكبح وزرائه المتمردين لكن السياسات اليمينية ستتواصل

الساعة : 15:00
22 فبراير 2023
نتنياهو يلجأ للأجهزة الأمنية لكبح وزرائه المتمردين لكن السياسات اليمينية ستتواصل

الحدث:

بيّنت أوساط "إسرائيلية" مطلعة أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، يمارس ضغوطًا متزايدة على رؤساء الأجهزة الأمنية لكي يقوموا بكبح جماح الوزراء المتطرفين في حكومته، لا سيما وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وذلك من أجل تهدئتهم نظرًا لخطورة الأوضاع الأمنية المتفجرة، وتصاعد السجال "الإسرائيلي" الداخلي إلى مستويات غير مسبوقة. وبحسب تلك الأوساط، فإن "نتنياهو" يتواصل باستمرار مع رؤساء الأجهزة الأمنية للتحدث إلى هؤلاء الوزراء، الذين أصبحوا بمثابة "وزراء متمردين" على رئيس الحكومة، وذلك لثنيهم عن الأفكار والمبادرات التي يرى أنها مغامرات خطيرة، وأنها دفعت الجو العام إلى أن يصبح متطرفا جدًا وبشكل متزايد.

الرأي:

توصف هذه الحكومة منذ أن جاءت بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ "إسرائيل"؛ حيث أثارت مشاركة الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية"، كثيرًا من القلق والمخاوف في الداخل والخارج، وذلك نظرًا لآرائهم في استراتيجية إدارة الصراع مع الفلسطينيين والتوسع الاستيطاني، فضلًا عن مواقفهم تجاه السياسة الداخلية مثل تحريضهم ضد الأقليات والنظام القضائي "الإسرائيلي" ونحو ذلك.

ومع تفجر الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية، نتيجة التحريض المتواصل من قبل هؤلاء الوزراء وسلوكهم العدواني، وصلت الأمور لدرجة غير مسبوقة من الخطورة، ما أثار قلق الولايات المتحدة التي أرسلت وزير خارجيتها لمحاولة كبح قطار التصعيد. أما داخل "إسرائيل"، فإن طرح خطة التعديلات القضائية قادت إلى سجال واتهامات متبادلة لم تشهدها من قبل، فضلًا عن حركة احتجاج واسعة، بينما يمضي وزراء الأحزاب المتطرفة في تنفيذ أجندتهم متجاهلين كل تلك التحذيرات الأمنية المتكررة والضغوط السياسية الخارجية.

في ظل هذه الأجواء، ستظل أولوية "نتنياهو" متمثلةً في الحفاظ على الائتلاف اليميني الحالي، من أجل تمرير التعديلات القضائية التي ستمكنه من السيطرة بشكل أكبر على القضاء، لكنه يواجه تحدي السيطرة على الوزراء المتطرفين. لذلك، فإنه يقوم، دون آمال كبيرة في النجاح، بالضغط على رؤساء الأجهزة الأمنية لتجنيدها في كبح جماح الوزيرين المتمردين، وإقناعهما بتداعيات سياساتهما في الضفة والقدس على الوضع الأمني، فضلًا عن محاولة الحد من السلطات الممنوحة لـ"بن غفير" في الشرطة، و"سموتريتش" في الدفاع.

وتعكس محاولة "نتنياهو" الاستعانة بالأجهزة الأمنية حاجته لضمان عدم التصعيد أو تفجر الأوضاع، خاصةً وأن انعكاسات ذلك على أجندته السياسية الخارجية ستكون مباشرة. فمن جهة ستتزايد الضغوط الأمريكية على حكومته، ومن جهة أخرى ستكون هناك تداعيات على مساعيه توسيع قاعدة "اتفاقات أبراهام". فعلى سبيل المثال، كشفت تقارير عبرية عن احتمال تأجيل اجتماع منتدى النقب المقرر في آذار/ مارس المقبل بالمغرب، في ظل توتر الأجواء في الضفة الغربية. إضافةً لذلك، فإن تفجر الأوضاع محليًا قد يعيق حاجة "نتنياهو" لتركيز جهوده على الملف الإيراني الذي يمر بمرحلة حرجة.