الحدث:
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 11 شخصًا وإصابة أكثر من 100 بجروح متفاوته، عقب اقتحام قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، لا سيما وحدات اليمام، للبلدة القديمة في مدينة نابلس لاعتقال عدد من المطلوبيين، على حد وصف الإعلام العبري. كما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن قوات الاحتلال تمكنت من مهاجمة إحدى مجموعات "عرين الأسود" المسلحة، وقضت على اثنين من أعضائها، هما: "حسام اسليم" و"محمد الجنيدي"، اللذين تتهمهما "إسرائيل" بالتورط في هجوم على قوة عسكرية قرب نابلس. وشهدت المدينة مواجهات هي الأعنف منذ سنوات طويلة بين القوات "الإسرائيلية" والشبان الفلسطينيين؛ حيث استخدمت القوات المقتحمة الرصاص الحي وأطلقت النار بشكل كثيف تجاه الشبان.
الرأي:
تأتي هذه العملية الأمنية العسكرية لتأكد على نهج الحكومة اليمينية المتطرفة، التي تواصل الاستفزازات المتنوعة بحق الفلسطينيين؛ ورغم أن الحملة "الإسرائيلية" لتتبع أفراد مجموعة "عريين الأسود" سابقة على حكومة "نتنياهو"، إلا أن العميلة الأخيرة تظهر إطلاق يد الأجهزة الأمنية لتنفيذ عمليات اقتحام أوسع وأكثر عنفًا، لذلك كان هناك استهداف واضح للفلسطينيين لقتل أكبر عدد وخلق حدث غير مسبوق.
من الجدير بالذكر أن نابلس لم تشهد مثل هذا العدد من الشهداء والإصابات في يوم واحد من سنوات طويلة، وليس من المستبعد أن يرتبط وقت تنفيذ العملية بالتطورات الداخلية في حكومة الاحتلال، ورغبة "نتنياهو" في توحيد الرأي العام الداخلي خلفه.
من جانب آخر، تدفع هذه العملية لتدهور الوضع الأمني بصورة أوسع في الأراضي الفلسطينية كلها، بما فيها جبهة قطاع غزة؛ حيث تبادلت المقاومة الفلسطينية والجيش "الإسرائيلي" إطلاق القذائف الصاروخية. وبالتالي، فإن الوضع الأمني أصبح قابلًا للاشتعال في أي لحظة، وهذا ما دفع حكومة الاحتلال لرفع درجة التأهب والاستعدادات لأقصى درجة ممكنة، تحسبًا لاحتمالات وقوع هجمات لمجموعات المقاومة الفلسطينية، سواء في القدس أو الضفة أو تدهور الوضع على جبهة القطاع.
كما تأتي هذه العملية بعد يومين من تفاهمات بين الحكومة "الإسرائيلية" والسلطة الفلسطينية بضغط أمريكي، لسحب مشروع قرار يدين الاستيطان كان مُعدًّا للتصويت عليه في مجلس الأمن الدولي، وهو ما زاد من سخط الشارع الفلسطيني على السلطة ووضعها في موقف محرج من جديد؛ حيث بيّن عدم اكتراث "إسرائيل" لأي طرف، حتى الولايات المتحدة.