الحدث:
أعلن الجيش التركي "تحييد" مسلح كردي يدعى "خليل منجي"، وصفه بـ"العقل المدبر" لتفجير الـ13 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 في شارع الاستقلال بإسطنبول، موضحًا أن العملية تمت عن طريق غارة جوية بالقرب من مدينة القامشلي السورية في الـ24 من شباط/ فبراير الجاري، في حين أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضربة جوية تركية قتلت شخصًا في هذه المنطقة.
الرأي:
بعد تفجير شارع الاستقلال حذرت أنقرة أنها قد تشرع في عملية عسكرية شمال سوريا، لتوسيع المنطقة العازلة وللوصول لمخططي التفجير. وفي حين أن مثل هذه العملية كانت غير مرجحة، نظرًا لتعقيدات العلاقة مع كل من روسيا والولايات المتحدة، فإن زلازل السادس من شباط/ فبراير جنوب تركيا جعل احتمال تنفيذها غير وارد، نظرًا للوضع الإنساني المتدهور عقب الزلزال.
أما الآن وبعد مقتل "منجي"، فقد أصبح لدى الحكومة التركية حافز سياسي داخلي أقل لتنفيذ العملية البرية في سوريا، وهو ما يمكن أن يعمّق مسار تطبيع تركيا وسوريا بسهولة أكبر خلال الأشهر القادمة، ويفسح المجال للمباحثات الأمنية بين الجانبين حتى التوصل لتفاهمات مشتركة.
من جهة أخرى، تؤكد العملية استمرار اعتماد تركيا على العمليات الأمنية النوعية بدلًا من العمليات العسكرية الشاملة، مستفيدةً من قدراتها الاستخبارية وتفوق سلاح الطائرات المسيرة، كما إن احتمال التعاون الاستخباري مع الجانب الروسي في التوصل لمكان "منجي" وارد في هذا السياق.