الحدث:
أعلن قائد مقر "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي في إيران، العميد قادر رحيم زاده، في الأول من آذار/ مارس الجاري، انتهاء مناورات "المدافعون عن سماء الولاية 1401" للدفاع الجوي، والتي استمرت لمدة يومين وغطت ثلثي مساحة الأجواء الإيرانية.
الرأي:
تأتي هذه المناورات بعد الغارة الجوية "الإسرائيلية" بطيران مسيّر انتحاري على منشأة عسكرية في أصفهان خلال كانون الثاني/ يناير الماضي، وتصاعد نبرة التهديدات "الإسرائيلية" باستهداف المنشآت النووية الإيرانية، على خلفية حديث الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن وصول مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 84%، ما يعني أن طهران أصبحت على وشك الشروع في صنع سلاح نووي حال أرادت ذلك، وهو ما يجعل مستوى التهديد باستهداف عسكري خارجي أكبر من مراحل التوتر السابقة.
في ظل تلك الأجواء المتوترة، تحرص قوات الدفاع الجوي الإيرانية على اختبار جاهزيتها، ومدى قدرة أنظمة الرادار الخاصة بها على اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية المعادية، وفاعلية أنظمة الدفاع الجوي المصنعة محليًا مثل "دزفول، ومجيد، وخرداد" في إسقاط الطائرات والصواريخ المغيرة. وقد تضمنت المناورة الأخيرة تجربة للتصدي لغارة موسعة تشترك فيها أكثر من 100 طائرة مقاتلة ومسيرة، تهاجم المنشآت الإيرانية الحساسة، مثل المنشآت النووية ومحطات الطاقة الكهربائية ومنشآت الصناعات العسكرية، من اتجاهات وارتفاعات مختلفة، فضلًا عن التصدي لهجمات بصواريخ كروز. وشارك في المناورة قوات من الجيش والحرس الثوري إضافةً لقوات الأمن الداخلي، وذلك تحت إشراف مقر "خاتم الأنبياء" المسؤول عن إدارة منظومة الدفاع الجوي في إيران.
جدير بالذكر أنه خلال المناورة كشفت طهران عن وجود قواعد ومخابئ تحت الأرض لوحدات الدفاع الجوي بهدف حمايتها؛ بحيث تخرج وحدات الدفاع الجوي منها لتنفيذ عملياتها ثم تعود للاختباء داخلها، وهي عملية معقدة غير معتادة في أنظمة الدفاع الجوي التي لا يمكنها العمل من مخابئ تحت الأرض. بالمقابل، تحرص الاستخبارات "الإسرائيلية" على تحديد أماكن فتحات القواعد الإيرانية تحت الأرض، المخصصة للطائرات وللوحدات الصاروخية ووحدات الدفاع الجوي، حيث سيؤدي استهدافها حال حدوث مواجهات إلى احتجاز القطع العسكرية بداخلها، ما سيعرقل عملها.
في السياق ذاته، تتزامن التدريبات الإيرانية مع تدريبات "إسرائيلية" أمريكية مكثفة؛ فمنذ بداية العام الجاري أجرى الجيش الأمريكي تدريبين مشتركين مع نظيره "الإسرائيلي"، أحدهما في شباط/ فبراير الماضي باسم "جونيبر فالكون"، والآخر في كانون الثاني/ يناير بعنوان "جونيبر أوك" والذي وُصف بأنه الأكبر بين الجانبين؛ حيث شاركت فيه 100 طائرة مقاتلة أمريكية و42 طائرة "إسرائيلية" بهدف تحسين قدرات التشغيل البيني، والتدرب على سيناريو الحرب مع إيران.
يأتي كذل ذلك في ظل الضغوط "الإسرائيلية" لوضع الخيار العسكري على طاولة الخيارات الأمريكية، في التعامل مع المشروع النووي الإيراني. ومن المتوقع أن تتواصل هذه النوعية من التدريبات في كل من إيران و"إسرائيل"، بهدف إرسال رسائل ردع من كل طرف تجاه الآخر، مع اقتراب المشروع النووي الإيراني من مرحلة تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% المطلوبة لصنع أسلحة نووية.