هجوم " الهزينية " يعزّز الضغوط على حكومة العراق لسحب الميليشيات من ديالى

الساعة : 14:15
9 مارس 2023
هجوم

الحدث:

قُتل ثمانية أشخاص، بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال، وجرح ثلاثة أخرون في ساعة متأخرة من مساء الإثنين السادس من آذار/ مارس الجاري، جراء هجوم مزدوج؛ نتج الأول عن تفجير عبوة ناسفة على سيارة مدنية على طريق زراعي، ثم تلاه إطلاق نار كثيف على مدنيين مسعفين للضحايا وبعض أهالي المنطقة، وذلك في قرية "الهزينية" التابعة لمدينة المقدادية شمال شرق مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى. وعقب الهجوم، شهدت المنطقة توترًا أمنيًا بالغًا، فيما أفادت بعض وسائل إعلام محلية بوجود تحشيد من قبل أطراف مسلحة

الرأي:

إن ضحايا الهجوم جميعًا من المواطنين الشيعة وأقارب أحد زعماء عشائر محافظة ديالى، الشيخ مصطاف، شيخ عشيرة التميم، الذي رفض إقامة مجلس عزاء للضحايا حتى معرفة الفاعل والقصاص منه، فيما أكد ذوو الضحايا أن الهجوم نفذته جماعات مسلحة متنفذة بالدولة ومعروفة لدى الأهالي والقوات الأمنية في المحافظة، وتنشط مليشيات في محافظة ديالى، أبرزها مليشيا "بدر"، ومليشيا "عصائب أهل الحق"، ومليشيا "لواء البقيع"، ومليشيا "سرايا السلام"، إلى جانب جماعات مسلحة أخرى تتقاسم النفوذ بين مدن المحافظة.

ويأتي هذا التصعيد بعد أحداث دامية شهدتها المحافظة الشهر الماضي، كان أبرزها مقتل وإصابة 17 مدنيًا في هجمات نفذتها ميليشيات مسلحة على قرية الجيايلة شرق ديالى، أعقبها اغتيال طبيب بارز وضابط بالجيش العراقي السابق.

إن هذا الوضع ينذر بعمليات ثأرية من قبل عشيرة التميم ردًا على الحادث، ما يرشح المحافظة لمزيد من التوتر الأمني، كما يعزز الحادث الضغوط الشعبية المتزايدة على الحكومة العراقية لإعلان محافظة ديالى منزوعة السلاح، وسحب القرار الأمني من الميليشيات، والدفع بقوات أمنية إضافية للمحافظة، وهو أمر قد لا يكون مستبعدًا على الأقل بصورة جزئية.

ورغم أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، تعهد لوفد من أهالي المحافظة بتعقب منفذي الهجومين والقبض عليهم، إلا أن الشكوك تظل قائمة حول قدرته على تحدي الميليشيات، لاعتبارات عديدة أبرزها تخوفه من سحب "الإطار التنسيقي" الغطاء السياسي عنه وإجباره على الاستقالة.